معنى بكت عليهم السماء والأرض : في قوله « فما بكت عليهم السماء والأرض » استعارة مكنية تخييلية شبّه السماء والأرض بمن يصحّ منه الاكتراث ثم حذف المشبه به وهو من يصحّ منه الاكتراث واستعار له شيئا من لوازمه وهو البكاء والمعنى أنهم لم يكونوا يعملون عملا صالحا ينقطع بهلاكه فتبكي الأرض لانقطاعه وتبكي السماء لأنه لم يصعد إليها شي ء من ذلك العمل الصالح بعد هلاكهم وجعله بعضهم مجازا مرسلا عن الاكتراث بهلاك الهالك والعلاقة السببية، ذكر المسبب وأراد السبب فإن الاكتراث المذكور سبب يؤدي إلى البقاء عادة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٢٧
قال أبو حيان : فما بكت عليهم السماء والأرض استعارة لتحقير أمرهم وأنه لم يتغير عن هلاكهم شي ء ويقال في التعظيم بكت عليه السماء والأرض وبكته الريح وأظلمت له الشمس وقال زيد بن مفزع :
الريح تبكي شجوها والبرق يلمع في غمامه
و قال جرير :
فالشمس طالعة ليست بكاسفة تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
و لا مندوحة لنا عن أن نتناول بيت جرير بالشرح والإعراب فقد شغل النقاد كثيرا وهو من قصيدة يرثي بها عمر بن عبد العزيز وقبله :
نعى النعاة أمير المؤمنين لنا يا خير من حج بيت اللّه واعتمرا
حملت أمرا عظيما فاضطلعت به وقمت فيه بأمر اللّه يا عمرا


الصفحة التالية
Icon