قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٣) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْ ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْ ءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٢٦)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٨١
اللغة :
(الأحقاف) قال في القاموس :« الحقف بالكسر المعوج من الرمل والجمع أحقاف وحقاف وحقوف وجمع الجمع حقائف وحقفة أو الرمل العظيم المستدير أو المستطيل المشف أو هي رمال مستطيلة بناحية الشحر » وقال شارحه في التاج :« و به فسر قوله تعالى « و اذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف » قال الجوهري : وهي ديار عاد وقال ابن عرفة قوم عاد كانت منازلهم بالرمال وهي الأحقاف وفي المعجم : وروي عن ابن عباس أنها واد بين عمان وأرض مهرة وقال ابن إسحق : الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت وقال قتادة : الأحقاف رمال مشرفة على
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ١٨٢
هجر بالشحر من أرض اليمن، قال ياقوت : فهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى » وفي القاموس أيضا :« الشجر كالمنع فتح الفم وساحل البحر بين عمان وعدن ويكسر » وقال أبو حيان :« الحقف رمل مستطيل مرتفع فيه اعوجاج وانحناء ومنه احقوقف الشي ء اعوج قال امرؤ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحيّ وانتحى بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل