كوامل أبى لك ذم الناس يا توب كلما ذكرت سماح حين تأوي الأ
رامل فلا يبعدنك اللّه يا توب إنما كذاك المنايا عاجلات و
آجل فلا يبعدنك اللّه يا توب إنما لقيت حمام الموت والموت عاجل
فخرجت في هذه الأبيات من تكرار إلى تكرار لاختلاف المعاني التي عددتها وأمثال التكرير أكثر من أن تحصى والاستفهام فيها للتقرير.
٢-
الحذف :
و في قوله « علّم القرآن » الحذف فقد حذف المفعول الأول لدلالة المعنى عليه لأن النعمة في التعليم لا في تعليم شخص دون شخص كما يقال فلان يطعم الطعام إشارة إلى كرمه ولا يبيّن من أطعمه.
٣- في قوله « و الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان » فن التوهيم وقد تقدمت الإشارة إليه وأنه عبارة عن إتيان المتكلم بكلمة يوهم باقي الكلام قبلها أو بعدها أن المتكلم أراد اشتراك لغتها بأخرى أو أراد تصحيفها أو تحريفها أو اختلاف إعرابها أو اختلاف معناها أو وجها من وجوه الاختلاف والأمر بضد ذلك، فإن ذكر الشمس والقمر يوهم السامع أن النجم أحد نجوم السماء وإنما المراد النبت الذي لا ساق له ومنه قول أبي تمام :
من كل أبيض يجلو منه سائله خدا أسيلا به خد من الأسل
فإن ذكر الخد الأسيل أي الناعم المشرق يوهم أن المراد بخد من الأسل أي الرماح مثله مع أن المراد الجرح ومنه توهيم التصحيف ومثاله قول أبي الطيب :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٩، ص : ٤٠٠
و إن الفئام التي حوله لتحسد أرجلها الأرؤس
فإن لفظة الأرجل أوهمت السامع أن المتنبي أراد القيام ومراده الفئام بالفاء الموحدة وهي الجماعات لأن القيام يصدق على أقل الجمع فتفوت المبالغة منه.


الصفحة التالية
Icon