نهاكم عنه فانتهوا عطف على ما تقدم (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) واتقوا اللّه فعل أمر وفاعل ومفعول وإن واسمها وخبرها.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٩
البلاغة :
في قوله :« ما أفاء اللّه على رسوله » الآية. الفصل وهو ترك عطف جملة على أخرى، وضدّه الوصل وهو عطف بعض الجمل على بعض وهذا الباب أغمض أبواب المعاني حتى قيل لبعضهم : ما البلاغة؟
فقال : معرفة الفصل والوصل قال :
الفصل ترك عطف جملة أتت من بعد أخرى عكس وصل قد ثبت
و لكلّ منهما مواضع نلخصها فيما يلي :
مواضع الفصل : يجب الفصل في خمسة مواضع :
١- أن يكون بين الجملتين اتحاد تام بأن تكون الثانية بدلا من الأولى كالآية التي نحن بصددها، أو بيانا لها نحو « فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد » أو مؤكدة لها نحو « فمهل الكافرين أمهلهم رويدا » ويقال في هذا الموضع إن بين الجملتين كمال الاتصال.
٢- أن يكون بين الجملتين تباين تام بأن تختلفا خبرا وإنشاء كقوله :
لا تسأل المرء عن خلائقه في وجهه شاهد يغني عن الخبر
و قول الآخر :
و قال رائدهم أرسوا نزاولها فحتف كل امرئ يجري بمقدار
فلم يعطف نزاولها على أرسوا لأنه خبر لفظا ومعنى، وأرسوا إنشاء لفظا ومعنى، والرائد هو الذي يتقدم القوم لطلب الماء والكلأ للنزول عليه، وقوله أرسوا أي أقيموا بهذا الكلأ الملائم للحرب وهو
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٠


الصفحة التالية
Icon