و قد آن أن ننقل إليك خلاصة وافية للقصة التي نزلت السورة بسببها لما فيها من متعة وفائدة فقد روى الأئمة واللفظ لمسلم عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال : بعثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال : ائتوا روضة خاخ- بالصرف وعدمه- موضع بينه وبين المدينة اثنا عشر ميلا، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا نهادي خيلنا أي نسرعها فإذا نحن بامرأة فقلنا اخرجي الكتاب فقالت : ما معي كتاب فقلنا لتخرجنّ الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : يا حاطب ما هذا؟ فقال : لا تعجل عليّ يا رسول
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٦٠
اللّه إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش- قال سفيان : كان حليفا لهم ولم يكن من أنفسها- وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام وقد علمت أن اللّه ينزل بهم بأسه وإن كتابي لا يغني عنهم شيئا وأنّ اللّه ناصرك عليهم فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم : صدق فقال عمر : دعني يا رسول اللّه أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إنه شهد بدرا وما يدريك لعلّ اللّه اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل اللّه عزّ وجلّ :« يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء » الآية. قيل اسم المرأة سارة وهي مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم.
نص الكتاب :