حرف عطف وأخرى مبتدأ مؤخر وخبره المقدم محذوف أي لكم نعمة أو مثوبة أخرى ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار فعل تقديره ويمنحكم أخرى وجملة تحبونها صفة لأخرى أو منصوبا بفعل مضمر يفسره تحبونها فيكون من باب الاشتغال وحينئذ لا تكون جملة تحبونها صفة لأنها مفسّرة للعامل قبل أخرى ونصر خبر لمبتدأ محذوف أي تلك النعمة الأخرى نصر من اللّه أو بدل من أخرى إذا أعربته مبتدأ ومن اللّه نعت لنصر وفتح عطف على نصر وقريب نعت، وبشّر الواو عاطفة وبشّر فعل أمر وهو معطوف على تؤمنون لأنه في معنى الأمر كما تقدم.
البلاغة :
و في قوله « يريدون ليطفئوا نور اللّه » استعارة تمثيلية تمثيلا لحالتهم في اجتهادهم في إبطال الحق بحال من ينفخ في نور الشمس بفيه ليطفئها تهكما وسخرية بهم، وقيل الاستعارة تصريحية والإطفاء ترشيح.
الفوائد :
قال مقاتل نزلت هذه الآية وهي « يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٨٦
على تجارة تنجيكم من عذاب أليم »
إلى قوله « و بشّر المؤمنين » في عثمان بن مظعون وذلك أنه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لو أذنت لي فطلّقت خولة وترهبت واختصيت وحرمت اللحم ولا أنام الليل أبدا ولا أفطر نهارا أبدا فقال صلّى اللّه عليه وسلم : إن من سنّتي النكاح ولا رهبانية في الإسلام إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل اللّه وخصاء أمتي الصوم ولا تحرموا طيّبات ما أحلّ لكم ومن سنّتي أنام وأقوم وأفطر وأصوم فمن رغب عن سنّتي فليس منّي فقال عثمان وددت يا نبي اللّه أن أعلم أيّ التجارات أحبّ إلى اللّه فأتجر فيها فنزلت.
[سورة الصف (٦١) : آية ١٤]


الصفحة التالية
Icon