١- فشل محاولات التحدي : دعا القرآن قريشا الى أن تحاول محاكاة القرآن تحديا لها في مواطن كثيرة أبرزها الآية التي نحن بصددها ويظهر أنها حاولت أن تردّ على هذا التحدي فعجزت عن هذا في حياة النبي صلى اللّه عليه وسلم ولم تنقطع الرغبة في تقليد القرآن بعد حياته، فقد حاول مسيلمة الكذاب الذي ظهر باليمامة في بني حنيفة وطليحة بن خويلد الذي تنبّأ في بني أسد والأسود العنسي الذي تنبّأ في اليمن وسجاح التي ظهرت في بني تغلب ولا سبيل الى الجزم بأن الكلام الذي جاء به هؤلاء منسوب إليهم حقيقة بل نرجّح أنه من تخيّل القصّاص المتأخرين، فمن هذا الكلام المتهافت الذي نسب الى مسيلمة انه كان يقول :« يا ضفدع بنت ضفدعين، نقّي ما نقين، نصفك في
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٦١
الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدّرين، ولا الشارب تمنعين » وواضح تماما أن هذا الهراء ليس من لغة الجاهلين في شي ء، ومع هذا فقد خدع عنه الجاحظ، أو هو يسخر منه حين يقول :« و لا أدري ما الذي هيّج مسيلمة حتى ساء رأيه في الضفدع » وأما وحي الأسود العنسي- كما يقول- فكان ينزل به عليه- على زعمه- ملك أسماه :