رصدا (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ) اللام
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢٥٢
لام التعليل ويعلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بيسلك غاية له من حيث أنه مترتب على الإبلاغ المترتب عليه، وعلّقه القرطبي بمحذوف وعبارته « و فيه حذف تتعلق به اللام أي أخبرناه بحفظنا الوحي ليعلم أن الرسل قبله قد أبلغوا الرسالة كما بلغ الرسالة، وأن محففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف وقد حرف تحقيق وجملة أبلغوا رسالات ربهم خبر أن (وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْ ءٍ عَدَداً) عطف على مقدّر أي فعلم ذلك وأحاط فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى وبما متعلقان بأحاط ولديهم ظرف متعلق بمحذوف هو الصلة وأحصى عطف على أحاط وكل شي ء مفعول أحصى وعددا تمييز محول عن المفعول أي أحصى عدد كل شي ء، وأعربه الزمخشري حالا وعبارته :
« و عددا حال أي وضبط كل شي ء معدودا محصورا أو مصدر في معنى إحصاء »
وبدأ أبو البقاء بالمصدرية وأجاز التمييز، وعبارة أبي حيان :
« عددا أي معدودا وانتصابه على الحالية من كل شي ء وإن كان نكرة لاندراج المعرفة في العموم ويجوز أن ينتصب نصب المصدر لأحصى لأنه في معنى إحصاء ».
الفوائد :
شجر بين أهل السنّة والاعتزال خلاف حول كرامات الأولياء فقد قال الزمخشري بصدد الحديث عن قوله تعالى :« عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا » بعد كلام طويل :« و في هذا إبطال للكرامات لأن الذين تضاف إليهم وإن كانوا أولياء مرتضين فليسوا برسل وقد خصّ اللّه الرسل من بين المرتضين بالاطّلاع على الغيب وإبطال الكهانة والتنجيم لأن أصحابها أبعد شي ء من الارتضاء وأدخله في السخط ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢٥٣


الصفحة التالية
Icon