الْمُدَّثِّرُ) لابس الدثار وهو ما فوق الشعار أي الثوب الذي يلي الجسد وأصله المتدثر أدغمت التاء في الدال كما تقدم في المزمل أي المتلفف بثيابه عند نزول الوحي عليه، روي عن جابر رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال : كنت على جبل حراء فنوديت يا محمد إنك رسول اللّه فنظرت عن يميني ويساري فلم أر شيئا، فنظرت فوقي فإذا به قاعد على عرش بين السماء والأرض، يعني الملك الذي ناداه، فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت : دثروني دثروني فنزل جبريل وقال يا أيها المدثر.
(الرُّجْزَ) بكسر الراء وهي قراءة الجمهور وقرأ حفص ومجاهد والسلمي وغيرهم بضمها فقيل هما بمعنى واحد يراد بهما الأصنام والأوثان، وقيل : الكسر لتبيين النقائض والفجور والضم لضمين أساف
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٢٧٤
و نائلة وقال الحسن كل معصية والمعنى في الأمر اثبت ودم على هجره لأنه صلّى اللّه عليه وسلم كان بريئا منه، وقال النخعي الإثم، وقال القتبي : العذاب أي اهجر ما يؤدي إليه، وأخذ به الزمخشري قال :
« و الرجز بالكسر والضم وهو العذاب ومعناه اهجر ما يؤدي إليه من عبادة الأوثان وغيرها من المآثم. والمعنى الثبات على هجره لأنه كان بريئا منه ». وفي القاموس « الرجز بالكسر والضم القذر وعبادة الأوثان والشرك » والزاي منقلبة عن السين والعرب تعاقب بينهما والمعنى واحد.
(النَّاقُورِ) النقر الصوت قال الشاعر :
أخفضه بالنقر لما علوته ويرفع طرفا غير خاف غضيض
و الناقور فاعول منه كالجاسوس مأخوذ من التجسس والمراد هنا الصور وهو القرن.
(وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) التمهيد في الأصل التسوية والتهيئة ويتجوز به عن بسط المال والجاه، قال في الكشاف :« و بسطت له الجاه العريض والرياسة في قومه فأتممت عليه نعمتي المال والجاه ».
(عَبَسَ) يعبس عبسا وعبوسا قطب وجهه وبابه جلس والعبس ما يبس في أذناب الإبل من البعر والبول.