مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) إن نافية وهو مبتدأ وإلا أداة حصر وذكر خبر وللعالمين متعلقان
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٩٧
بذكر أو نعت له ولمن بدل من قوله للعالمين بإعادة العامل وهو اللام وجملة شاء لا محل لها لأنها صلة من ومنكم حال وأن وما في حيّزها مفعول به لشاء (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) الواو عاطفة وما نافية وتشاءون فعل مضارع مرفوع والواو فاعل وإلا أداة حصر وأن وما بعدها في موضع نصب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بتشاءون واللّه فاعل ورب العالمين بدل أو نعت للّه واختار البيضاوي نصب المصدر المؤول على الظرفية وعبارته :« و ما تشاءون الاستقامة يا من تشاءونها إلا أن يشاء اللّه أي إلا وقت أن يشاء اللّه مشيئتكم فله الفضل والحق عليكم باستقامتكم ».
الفوائد :
اختلف أهل التفسير فذهب منهم الجمّ الغفير إلى أن المراد بالرسول الكريم هاهنا إلى آخر النعوت محمد صلّى اللّه عليه وسلم، فإن يكن الأمر كذلك فذلك فضل اللّه المعتاد على نبيّه، وذهب منهم الجم الغفير أيضا إلى أن المراد به جبريل عليه السلام، وقد شجر الخلاف حول المفاضلة بين الملائكة والرسل، والمشهور عن أبي الحسن الأشعري تفضيل الرسل، ومذهب المعتزلة تفضيل الملائكة إلا أن المختلفين أجمعوا على أنه لا يسوغ تفضيل أحد القبيلين الجليلين بما يتضمن تنقيص معين من الملائكة ومعين من الرسل لأن التفضيل وإن كان ثابتا إلا أن في التعيين إيذاء للمفضول، وعليه حمل الحذّاق قوله صلّى اللّه عليه وسلم : لا تفضّلوني على يونس بن متى أي لا تعينوا مفضولا على التخصيص لأن التفضيل على التعميم ثابت بإجماع المسلمين، أي تفضيل النبي صلّى اللّه عليه وسلم على جميع النبيين أجمعين. وكان ابن فارس، رحمه اللّه، يوضّح ذلك بمثال فيقول : لو
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٣٩٨


الصفحة التالية
Icon