يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩)
عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٨١
اللغة :
(الْبَلَدِ) في القاموس :« البلد والبلدة مكة شرّفها اللّه تعالى وكل قطعة من الأرض مستحيزة عامرة أو غامرة والتراب، والبلد القبر والمقبرة والدار والأثر وأدحي النعام » إلى أن يقول : وبلد بالمكان بلودا أقام ولزمه أو اتخذه بلدا ».
(حِلٌّ) يقال : حلّ وحلال وحرم وحرام بمعنى واحد، وحلّ في المكان إذا نزل فيه يحل بضم الحاء حلولا فهو حال والمكان محلول فيه، وسيأتي المزيد من معناه في باب الإعراب.
(كَبَدٍ) نصب ومشقة يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة وفي المصباح :« و الكبد بفتحتين المشقة من المكابدة للشي ء وهو تحمّل المشاق في فعله » وعبارة الزمخشري :« و أصله من كبد الرجل كبد من باب طرب فهو أكبد إذا وجعته كبده وانتفخت فاتسع فيه حتى استعمل في كل تعب ومشقّة ومنه اشتقت المكابدة كما قيل كبته اللّه بمعنى أهلكه وأصله كبده أي أصاب كبده قال لبيد يرثي أخاه رابد :
يا عين هلّا بكيت اربد إذ قمنا وقام الخصوم في كبد
أي في شدّة الأمر وصعوبة الخطب » هذا ومن غريب أمر الكاف والباء أنهما إذا وقعتا فاء وعينا للكلمة دلّتا على الشدّة والمعاناة والقهر، يقال كببته في الهوّة وكبكبته وكببته وكذلك إذا رمى به من رأس جبل أو حائط والفارس يكبّ الوحوش وهم يكبون العشار قال :
يكبّون العشار لمن أتاهم إذا لم تسكت المائة الوليدا
و من المجاز أكبّ على عمله وهو مكب عليه لازم له لا يفارقه قال لبيد :
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٨٢
جنوح الهالكيّ على يديه مكبّا يجتلي نقب النصال