و كبت اللّه عدوّك كبه وأهلكه وتقول : لا زال خصمك مكبوتا وعدوّك مكبوتا. وكبح فرسه جذب عنانه حتى يصير منتصب الرأس ولهذا قيل أيضا :« في كبد أي منتصبا ولم يجعله يمشي على أربع فيتناول الشي ء بفيه ولا على بطنه لأن اللّه تبارك وتعالى كرّم بني آدم بأشياء هذه إحداها » وقال أعرابي آخر : ما للصقر يحبّ الأرنب ما لا يحب الخرب؟ قال لأنه يكبح سبلته ويردّه أي يصيب سبلته بذرقه فيلثقه. وكبر الأمر وخطب كبير وكبر علي ذلك إذا شق عليك « كبر على المشركين ما تدعوهم إليه » وكبر الرجل في قدر وكبر في سنّه وشيخ كبير وذو كبر وكبر، وعلة الكبرة والمكبرة : علو السن وما تقتضيه من معاناة وجهد قال :
عجوز عليها كبرة في ملاحة أقاتلتي يا للرجال عجوز
و كبس الحفرة طمها وكبس رأسه في جيب قميصه أدخله فيه وهو عابس كابس ووقع عليه الكابوس. وانتطحت الكباش وهو كبش كتيبة وهم كباش الكتائب قال :
و إنّا لمما نضرب الكبش ضربة على رأسه تلقي اللسان من الفم
و فلان مكلّب مكبل مأسور بالكلب وهو القدّ مقيّد بالكبل وهو القيد وكبلت الأسير وكبّلته واكتبلته وفي ساقيه كبل وكبول قال جرير :
و مكتبلا في القدّ ليس بنازع له من مراس القدّ رجلا ولا يدا
و كبا لوجهه وتقول : الحدّ ينبو والجدّ يكبو، إلى آخر هذه المادة العجيبة في لغتنا الحبيبة.
(لُبَداً) كثيرا تكدس بعضه على بعض ولا يخاف فناؤه من كثرته
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٤٨٣
و ما له سبد ولا لبد وهو المراد هنا ولبد أيضا آخر نسور لقمان قيل : بعثته عاد إلى الحرم يستسقي لها فلما أهلكوا خيّر لقمان بين بقاء سبع بعرات من أظب عفر في جبل وعر لا يمسّها القطر أو بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر خلف بعده نسر فاختار النسور وكان آخرها لبدا فلما مات مات لقمان وذلك في عصر الحارث الرائش أحد ملوك اليمن، وقد ذكره الشعراء فقال النابغة :


الصفحة التالية
Icon