و ذلك أن أباه مات وهو جنين وقبل ولادته بشهرين وقيل بل بعد ولادته بشهرين وقيل بسبعة أشهر وقيل بتسعة وقيل بثمانية وعشرين شهرا والمشهور الأول، وتوفيت أمه وهو ابن أربع سنين وقيل خمس سنين وقيل ست
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥١١
سنين وقيل سبع سنين وقيل ثمان سنين وقيل تسع سنين وقيل اثنتي عشرة سنة وشهر وعشرة أيام، ومات جدّه وهو ابن ثمان وكان عبد المطلب قد وصّى أبا طالب به لأن عبد اللّه وأبا طالب من أم واحدة فكان أبو طالب هو الذي كفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بعد جده إلى أن بعثه اللّه نبيا. ووجدك معطوف وضالا مفعول به ثان أو حال، وأحسن ما قيل في معنى الضلال هو خلوّه من الشريعة فهداه بإنزالها إليه فالمراد بضلاله كونه من غير شريعة وليس المراد به الانحراف عن الحق والتعسف في مهامه الضلال ويؤيد هذا المعنى قوله « ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان » وهناك أقوال كثيرة أربت على العد ضربنا صفحا عنها ويرجع إليها في المطولات، وسيأتي مزيد من معنى الضلال في باب البلاغة، ووجدك عائلا فأغنى منسوق على ما تقدم مماثل له في إعرابه، قال الفراء « لم يكن غناه عن كثرة المال ولكن اللّه تعالى أرضاه بما أعطاه وتلك حقيقة الغنى ». وفي الحديث « ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس » وقال صلّى اللّه عليه وسلم :