حمحمة أو عدت دون التقريب » وقال الفراء :« الضبح صوت الخيل إذا عدت قال ابن عباس : ليس شي ء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب وقيل كانت تكعم لئلا تصهل فيعلم العدو بهم فكانت تتنفس في هذه الحالة بقوة وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من فزع أو تعب » وفي القاموس :« كعمت البصير كمنع فهو مكعوم وكعيم :
شددت فاه لئلا يعضّ أو يأكل وما كعم به يقال له كعام ككتاب » وقال الزمخشري :« أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح والضبح صوت أنفاسها إذا عدون، وعن ابن عباس أنه حكاه فقال : أح أح، قال عنترة :
و الخيل تكدح حين تضب ح في حياض الموت ضبحا »
و الكدح الجدّ في العدو، وشبّه عنترة الموت بالسيل على طريق الاستعارة المكنية والحياض تخييل ذلك.
(فَالْمُورِياتِ) الخيل توري النار بسنابكها أي تقدح كما توري الزندة وهي نار الحباحب والمصدر أورى يوري إراء فهو مور قال النابغة :
تقد السلوقي المضاعف نسجه وتوقد بالصفاح نار الحباحب
و الحباحب كما في الصحاح : اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا نارا ضعيفة مخافة الضيفان فضربوا به المثل حتى قالوا نار الحباحب لما تقدحه الخيل بحوافرها.
و في المصباح :« ورى الزند يرى من باب وعد وفي لغة وري يري بكسرهما وأورى بالألف وذلك إذا أخرج ناره » وفي المختار :« و أوراه غيره » فاستفيد مما في المصباح والمختار أنه يستعمل ثلاثيا لازما ورباعيا لازما ومتعديا وما في الآية من قبيل المتعدي الرباعي.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥٥٤
(قَدْحاً) مصدر قدح يقال : قدحت الحجر بالحجر أي صككته به وأصل القدح الاستخراج ومنه قدحت العين إذا أخرجت منها الماء الفاسد واقتدحت الزند واقتدحت المرق غرفته والمقدحة بكسر الميم ما تقدح به النار والقداحة والقداح الحجر الذي يوري النار.