حال من أجورهن أو اسم مصدر مؤكد كما قال بعضهم ولا داعي لذلك (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ) الواو عاطفة أو استئنافية ولا نافية للجنس وجناح اسمها المبني على الفتح وعليكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا. وفيما جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال وجملة تراضيتم لا محل لها صلة وبه جار ومجرور متعلقان بتراضيتم ومن بعد الفريضة جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) الجملة تعليل لما ورد من أحكام وبقية الاعراب تقدمت نظائره.
البلاغة :
١- في قوله :« مسافحين » استعارة تصريحية لكثرة الزنا، تشبيها بصبّ الماء في الأنهار والعيون بتدفق وسرعة.
٢- وفي قوله :« فآتوهن أجورهن » استعارة تصريحية أيضا فقد استعار لفظ الأجور للمهر، والأجور جمع أجر، وهو ما يتقاضاه المرء على عمل.
الفوائد :
أعرب الكسائي :« كتاب اللّه عليكم » نصبا على الإغراء كأنه قال : عليكم كتاب اللّه، فقدم المفعول به على اسم الفعل وهو عليكم.
ثم قال : وذلك جائز، وقد ورد به السماع والقياس. فالسماع قول الراجز :
أيها المائح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ١٩٦
و المراد دونك دلوي أي خذه، وأما القياس فإن الظرف أي عليكم : ناب عن الفعل تقديره : الزموا كتاب اللّه، ولو ظهر الفعل جاز تقديم معموله، فكذلك معموله. والصواب ما ذهبنا إليه، ولكننا أشرنا إليه لقبس الذكاء المشرق منه، وتفنيده يضيق عنه المجال.
[سورة النساء (٤) : آية ٢٥]