صيغة « فعيل » إذا كانت بمعنى مفعول يستوي فيها المذكر والمؤنث، فلا تلحقها علامة التأنيث، إذ تقول العرب : عين كحيل لا كحيلة، وكف خضيب لا خضيبة، فكيف لحقت التاء « نطيحة » وهي بمعنى منطوحة؟ وقد قيل في الجواب : إن التاء هنا للنقل من الوصفية الى الاسمية، أو إن فعيلا هنا بمعنى فاعل، كأنه قال :
و الناطحة التي تموت بالنطاح، أي تنطح غيرها، وغيرها ينطحها، فتموت. وقال الكوفيون : إنما يمتنع إلحاق التاء بفعيل بمعنى مفعول إذا كان وصفا لموصوف مذكور، كعين كحيل، فأما إذا لم يسبق للموصوف ذكر فلا يمتنع إلحاق التاء. وهذا تعليل جميل، فإن « ذبيحة » و « نطيحة » ونحوهما إذا لم يسبقهما موصوف لم يعلم : أهي مذكر أم مؤنث؟
مثل : رأيت جريحة، أما إذا علم فلا، نحو : رأيت امرأة جريحا، أو رأيت جريحا ملقاة في الطريق.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٢، ص : ٤١٣
[سورة المائدة (٥) : آية ٤]
يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤)
اللغة :
(الْجَوارِحِ) : الكواسب من سباع البهائم والطير، كالكلب والعقاب.
(مُكَلِّبِينَ) : المكلّب اسم مفعول من كلّب، أي : المضرى بالصيد من هذه الجوارح، والمروّض منها على الافتراس، لأن الترويض أكثر ما يكون للكلب، فاشتقّ من لفظه لشيوع الغلبة عليه.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon