صفحة رقم ١١٥
قال الزمخشري : إن قلت إنْ عَنَى بما أنزل إليك كلّ القرآن فليس بماض وإن أراد بما سبق ( إنزاله ) منه فهو إيمان ببعض المنزل والإيمان بالجميع واجب.
( ورده ) ابن عرفة : بأنه إنما يجب مع العلم بإنزال ما وسينزل منه.
أما مع عدم العلم / فلاَ يجب الإيمان إلا بما أنزل منه فقط.
وأمّا ما لمْ يعلم في الحال بأنه سينزل ( فلسنا ) بمكلفين بالإيمان به.
وأجاب الزمخشري : أن المراد بالإيمان بالجميع، وعبر بالماضي تغليا لما أنزل على ما سينزل.
قال ابن عرفة : ويلزم على كلام الزمخشري استعمال اللّفظة الواحدة في حقيقتها ومجازها.
وفيه خلاف عند الأصوليين.
قال ابن عرفة : أو يجاب بأن المراد إنزاله من اللّوح المحفوظ إلى سماء الدنيا وقد كان ( حينئذ ) ماضيا.
قال ابن عرفة : وعادة الشيوخ يوردون هنا سؤالا لم أره لأحد وهو هلا قيل : والذينَ يُؤْمِنونَ بما أنزل من قبلك وما أنزل إليك ( فهو ) الأَرْتَبُ ليكونَ الأَسْبَقَ في الوجود ( متقدما ) في اللّفظ ؟