صفحة رقم ١٢٧
وقال ابن عرفة : فجعله تمثيلا.
قال : والفرق بين التشبيه والتمثيل والاستعارة أن إطلاق الصفة على الموصوف إن كان بأداة التشبيه فهو تشبيه مثل : زيد كالأَسَدِ، وإلا فإن كان بواسطة ما يدل على التمثيل فهو تمثيل نحو : زيد الأسد، وإن لم يكن بواسطة فهو استعارة مثل : رأيت أسدا ( يكرّ ) ويفرّ في الحرب.
وظاهر كلام الطيبي أنّه لا فرق بين التشبيه والتمثيل.
قال : والآية حجة لمن يقول : إن العقل في القلب، ولو كان في الدماغ لقال : ختم الله على أدمغتهم.
فإن قلت : لم قدم القلب والأصل تأخيره ؟ قلت : لوجهين : إما ( لأنّ ) السمع والبصر طريقان إليه فما يلزم من الختم ( عليهما ) الختم عليه، إذ لعلّه يعلم ( المعقولات ) بقلبه.
ويلزم من الختم على القلب عدم الانتفاع بمدركات السمع ؛ وإما لأن المدركات قسمان : وجدانيات ومحسوسات.
فما يلزم من نفي المحسوسات نفي الوجدانيات ( بخلاف ) العكس.
( قال ) : وأجاب ( الطيبي ) بأن ( الأمور ) المدركات على ثلاثة أقسام : معقولات، ومسموعات، ومبصرات.