صفحة رقم ١٣٥
( فهلا ) كان الأمر بالعكس، فهو الأولى ؟ قال :( والجواب ) أنّ المنافقين لمّا ( كان ) مقصدهم التورية لم يعبّروا بلفظ صريح في الإيمان بل عبّروا بما يدل على ( الاتصاف ) بمطلق الإيمان لا ( بأخصّه )، و ( أتوا ) بالفعل الماضي ليدلّ على وقوعه وانقطاعه وعدم الدّوام عليه.
ولما كان المقصود الرد عليهم وأنّهم لم يتّصفوا بالإيمان ( النافع بل بإيمان لا ينفع، لم ينف عنهم مطلق ) الإيمان لأنهم قد آمنوا ظاهرا فنفى عنهم الإيمان الشرعي ( لأنّ الإيمان الشرعي ) الموجب لعصمة دمائهم وأموالهم قد اتّصفوا ( به ) ظاهرا، فأخبر الله تعالى أنّ ذلك الإيمان النّافع لهم في الدنيا بالعصمة من القتل والسّبى لا ينفعهم في الآخرة فلذلك نفاه ( عنهم ) بلفظ الاسم.
قوله تعالى :( يُخَادِعُونَ الله والذين ءَامَنُواْ.
..
( قال الزمخشري :( في ) هذه الجملة إمّا تفسير لما قبلها أو استئناف.