صفحة رقم ١٣٦
قال الإمام ابن عرفة : الفرق بينهما أنه على الأوّل يكونون وَصفوا بأمرين : بعدم الإيمان ( وبالخداع ).
وعلى الثاني وصفوا بعدم الإيمان فكأنّ قائلا يقول : لم حكم عليهم بعدم الإيمان فقيل : لأنّهم يخادعون الله.
قال أبو حيّان ما نصّه :( ( يخادعون ( مستأنفة )، أو بدل من ( يقول ) آمنّا ولا موضع لها، أو حال من فاعل يقول ( فموضعها ) نصب ) ).
قال : وأجاز أبو البقاء كونها حالا من الضمير في المؤمنين.
قال : واعترض بأنه يلزم منه نفى الإيمان المقيَّد بالخداع، وهو فاسد لأن المقيَّد بقيد إذا نفى فله طريقان : إما نفي المقيِّد فقط وإثبات المقيَّد وهو الأكثر، فيلزم إثبات الإيمان، ونفي الخداع وهو فاسد.
وإما نفيهما معا ( فيلزم ) نفي الإيمان ( والخداع ) وهو فاسد.
قال : ومنع أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنّا لأن آمنّا محكي ( بنقول ) فيلزم أن يكونوا أخبروا عن أنفسهم بأنهم يخادعون وهو باطل، وأيضا فلو كان من قولهم لكان يخادع بالنون ( انتهى ).


الصفحة التالية
Icon