صفحة رقم ١٣٧
وأجاب ابن عرفة بأنك تقول : قال زيد : إنّ عمرا منطلق وهو كاذب، فالجملة الأخيرة في موضع الحال مع أنها ليست من قول زيد، ( فلا ) يلزم من ذلك أن يكون ) يُخَادِعُونَ الله ( مقولا لهم بوجه.
قلت : وردّ بعضهم هذا بأنّ المعنى يقول :( ءَامنّا ) مخادعين الله ( فبالضّرورة ) انّها من قولهم.
قال : وإنّما يتمّ هذا الجواب ( إن ) لو كان ( يُخَادِعُونَ ) حالا من الضّمير الفاعل في ( يَقُولُ ).
قال : وقوله يلزم إثبات الإيمان ونفي الخداع ليس كذلك، لأنّه إنما أخذه من المفهوم.
ونحن نقول : لا مفهوم ( له لأنّه مفهوم ) خرج مخرج الغالب، إذِ الغالب عليهم الخداع، فلا يوجدون غير مخادعين، كما ورد : في سائمة الغنم الزّكاة أو يقال : إنّ المفهوم ( منتفى ) بالنص ( على تفسير ) في غير هذه الآية أو معلوم من السّياق.
وأورد الزمخشري سؤالا قال : كيف يصحّ وقوع الخديعة بالله مع أنه عالم بكلّ شيء ؟ وكيف صحّ وقوعها ( فيه ) مع أنه يستحيل عليه القبيح ؟