صفحة رقم ١٦٧
قال ابن عرفة : الظّاهر عندي أن ( الخلاف ) لفظي يرجع إلى ( الوفاق ) فمن رده النفي إلى المقاربة جعلها كسائر الأفعال ومن رده إلى نفس الفعل الذي تعلقت به المقاربة قال نفيها إثبات وإثباتها نفي.
فإن قلت : هلا قال : كلما أنار لهم مشواْ فيه ؟ ( والجواب : أنه لشدة ) الظّلمة ( لا يزيلها ) إلاّ شدة الضوء ( وقليل ) النور لا يزيلها، أو لشدّة ( الضوء ) عقب شدة الظلمة إذ هو ( أشد في التخويف ).
( فإن قلت ) : هلا قيل : وإذا ذهب ضوؤه عنهم قاموا فإن ذهاب الضوء يكون بحصول مطلق ( الظلمة ) حسبما تقدم أن الضوء هو إفراط الإنارة.
والجواب بأنّ الحالتين لا واسطة بينهما : فإما ظلام شديد وإما ضوء شديد وهذا أبلغ في التخويف، وهو معاقبة ظلام شديد ( بضوء شديد ) سريع الذهاب يعقبه أيضا ظلام شديد.
فإن قلت : ما أفاد قوله فيه مع أن المعنى يهدي إليه ؟


الصفحة التالية
Icon