صفحة رقم ١٧١
حقيقة في الحال ( مجاز ) في الاستقبال.
( واختلفوا ) في صدقه عن الماضي.
قال : هذا إذا كان ( محكوما ) به، وأما إذا كان متعلق الحكم فلا خلاف في صحة صدقه على الأزمنة الثلاثة حقيقة ( نحو القائم في الدار ) ( قال ) : وكذلك لفظة شيء إن كان محكوما به كقولنا : المعدوم شيء، ففيه التفصيل المتقدم، وإن كان متعلق الحكم كهذه الآية فلا خلاف أنه يصدق على المستقبل حقيقة.
الجواب الثاني : قال ابن عرفة : القدرة تتعلق بالممكن لعدم المقدر الموجود كما يفهم ( من ) معنى قوله تعالى ) الزانية والزاني فاجلدوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ ( المراد من حصل منه الزنا ( بالفعل )، ومن سيحصل منه الزنا يصدق عليه في الحال أنّه زان ( باعتبار ) على تقدير ( وجوده )، وهذا كما ( يقول ) المنطقيون : القضية الخارجية والقضية الحقيقية ويجعلون ( القضية ) الخارجية عامة في الأزمنة الثلاثة مثل كل أسود مجمع للبصر وكل أبيض ( مفرق ) للبصر.
والمراد ( به ) كل موصوف بالسّواد مطلقا في الماضي والحال والاستقبال.


الصفحة التالية
Icon