صفحة رقم ١٧٤
وأجاب ابن عرفة : بأنه خطاب لجميع الناس الذين منهم مشركو مكة.
قال : وإذا قلنا إن السورة مدنية كيف يخاطب مشركو مكة ؟ إلا أن يقال : إنه خطاب للجميع ويتناول مشركي مكة وإن كانوا غالبين من باب تغليب المخاطب على الغائب.
قال : وحرف النداء اما اسم فعل لأنادي وأنادي إما خبر أو إنشاء والصحيح أنه إنشاء في معنى الخبر يدل عليه قول الفقهاء : إن من قال لرجل :( يا زان ) إنّه يحدّ.
( قال ) : ويَا نداء للبعيد ويستعمل في القريب مجازا.
وقيل إنه ( وضع ) أيضا للقريب فيكون مشتركا فيتعارض الاشتراك والمجاز فالمجاز ( أولى ).
وعلى ما قال ابن الخطيب في القدر المشترك : يكون للقدر المشترك بينهما وهو أول من تكلّم به أعني ابن الخطيب.
وقال بعضهم : لم تعرف العرب القدر المشترك بوجه.
ورده بعضهم بتفريق الجزولي بين علم الجنس وعلم الشخص.
قال : وحرف النداء جرى مجرى أداة التعريف فلذلك لم تدخل على ما فيه الألف واللام إلا بواسطة أي.


الصفحة التالية
Icon