صفحة رقم ١٨٩
شنيعا.
واجتمع بابن عبد السلام القاضي فخفف أمره حتى وقعت بين الشيخين وحشة عظيمة / بسبب قوله يجوز أن يخلق الله عقلا أكرم من نبيّه محمد صلى الله عليه وسلّم.
( قوله تعالى :( وادعوا شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( يحتمل أن يريد بالشهادة أي الاستصراخ للاجتماع والتعاون على الإتيان بمثله ويحتمل أن يريد فأتوا بمثله واستحضروا شهداءكم لا شاهدا واحدا يشهدون لكم أنه من عند الله.
وعبّر ( بإِنْ ) تنبيها على أن صدقهم في ذلك محال ).
قوله تعالى :( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ.
..
( قال ابن عرفة : لما أمرهم بالعبادة على لسان نبيه المقارنة للبرهان الدال على صدقه ( وهو القرآن ) وعجزهم بأنّهم إن لم ( يفعلوا ) ذلك ( فليأتوا ) بسورة من مثله قال هنا : فإن عجزتم ولم تقدروا على معارضته فاعلموا أن الرسول صادق فيجب عليكم الإيمان به ( ثم قال ) :) فاتقوا النار ( ( فأقام ) مقام السبب الذي هو منه في ثالث رتبة أي : فإن لم تفعلوا تبين لكم أن ذلك معجزة وإذا تبين أنه معجزة دل ذلك على صدقه فمهما أخبر به، ( فيكون سببا في الإيمان به ) وفي تصديقه والإيمان به سبب في اتّقاء النار.


الصفحة التالية
Icon