صفحة رقم ١٩١
فقال ابن عرفة : والصحيح أن التهكّم يطلق على معنيين : تقول تارة هذه القصيدة التي هي ( للمعري : هو فيها ) متهكم وتارة تقول فهمنا منها التهكم، ولا يلزم منه أن يكون ( المعري ) هو فيها متهكم بل التهكم باعتبار ما فهمنا نحن وعلى الأول يكون هو متهكما، فإطلاق التهكم على البارء جلّ وعلا بالمعنى الأول باطلا قطعا، وبالثاني ( حق ).
قال ابن عرفة : ويظهر ( لي ) عن السؤال جواب ثالث، وهو أن هذا على سبيل التعظيم بالمخاطبات، وهو أن يظهر أحد الخصمين لآخر أنه مغلوب، أو شاك في الغلبة أو متوقع لها ولا ( يريه ) انه محقق أنه الغالب له لئلا ( يتحرز منه ) أو يرجع عن مخاصمته بدليل قوله تعالى ( وَلَن تَفْعَلُواْ ).
قال القرطبي : معناه فإنْ لَّمْ تَفْعَلُواْ في الماضي وَلَن تَفْعَلُواْ في المستقبل.
قال ابن عرفة : فإن قلت : لم تخلص الفعل للماضي ( وإن ) تخلصه للاستقبال وهما متباينان ؟