صفحة رقم ٢٠٩
على قاعدة التحسين والتقبيح، فالصواب أن يقال في تفسير ( الحق ) هو الأمر الثابت في نفس الأمر الذي دل الدليل الشرعي على ثبوته، أو يقال :( إنما هو ) الثابت بدليل شرعي، أو مدلول الكلام القديم الأزلي.
قال ابن العربي في شرح الأسماء الحسنى : الحق في اللغة هو الموجودُ ويعم الإعتقاد والقول والعمل ثم قال : والمختار أن الحق ما له فائدة مقصودة، والباطل ( ضده ) سواء كان ( موجودا ) أو معدوما قال تعالى :) مَا خَلَقْنَا السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بالحق ( أي لفائدة مقصودة وهي الثواب والعقاب ل قوله تعالى :( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً ( و قوله تعالى :( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ( وانظر ما قيدته في الزمر والأحقاف والتغابن وعم.
قال أبو حيان : والفاء الداخلة على جواب ( أما ) فحقها التقديم فيقال : أما زيد فذاهب، لأنه هو الجواب لكنها لو قدمت للزم عليه وجود المعطوف دون المعطوف عليه.


الصفحة التالية
Icon