صفحة رقم ٢١٢
قال ابن عرفة : وكان ابن الحباب يحكى عن ( بعضهم ) أنه كان يقول في قوله تعالى ) وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأولين ( ( بالرفع :) وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتقوا مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً ( قال : النصب في جهة المؤمنين أرجح، والرفع للكافرين أرجح كما هو في الآية.
ووجهه أنه حيده منهم عن الجواب لأن الكافرين لو نصبوا أساطير الأولين لكان المعنى أنزل ) أساطير الأولين فيكونوا مقرين بالإنزال ( وإذا ) رفعوه فيكون المعنى هو أساطير الأولين، وحادوا عن الجواب على مقتضى السؤال والمؤمنون أجابوا على مقتضى السؤال فقالوا : أنزل خيرا فأقروا بالإنزال، وأنه خير في نفسه، فحصلوا المطلوب وزيادة.
وكذلك ( يجيء الرفع في هذه الآية أرجح في جهة الكافرين )، ويحتمل أن يكون ( ماذا أراد الله ) في موضع الحال، ويحتمل أن يوقف على ( ماذا ).
قال ابن عرفة : وَ ( مَثَلا ) إما تمييز أو حال، وإما منصوب على المخالفة كما قال ابن منصور في شرح مقربه لما ( عدّ ) المنصوبات.