صفحة رقم ٢٣٢
واحدة ( هو قادر على احداثها متفرقة شيئا بعد شيء من باب أحرى.
قلت : ووجه السؤال المتقدم أن ظاهر هذه الآية أن الأرض وما فيها خلقت مجتمعة في حالة واحدة، ( وظاهر هذا ) أنها خلقت مفرقة وجميعا هنا، فيقتضي الاجتماع في حالة واحدة، فوقع النصّ على ما خلق منها ( مجتمعا )، ( فقد قال أبو حيان :( جميعا ) حال من الموصول، وهو ما أتى مجتمعا ) وترادف كلا في العموم ولا تفيد الاجتماع في الزمان بخلاف جميعا.
وعدها ابن مالك في ألفاظ التأكيد قال : ونبّه سيبويه على أنها بمنزلة كُلّ معنى واستعمالا واستشهد له أبو حيان بقول : امرأة ترقص ولدها.
فداك حي خولان جميعهم وهمذان وكذلك آل قحطان والأكرمون عدنان ( قال المختصر ) : فعلى رأيه تعرب جميعا هنا توكيدا للمفعول ونظيره قوله تعالى :( فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( قال ابن عصفور : وفيها أن التأكيد بكل يقتضي الإحاطة، والتأكيد بأجمع يقتضي الاجتماع في حالة واحدة.
قال ابن عرفة : وتقدم لنا الرد عليه أنه لو اقتضى الجمعية في الزمان للزم انتصابه على الحال.


الصفحة التالية
Icon