صفحة رقم ٢٣٥
وقرر الطيبي وجه المناسبة بأمرين إما أنه ترّق فمن عليهم بأمرين خلقهم ثم خلق أباهم آدم عليه السلام.
ورده ابن عرفة بأنّه داخل في عموم قوله ) هُوَ الذي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأرض جَمِيعاً ( قال : فما المناسبة إلا ما ( قلناه ).
قال أبو حيان : والظرفية لازمة لإِذْ، إن يضاف إليها زمان نحو يَوْمَئِذٍ، ) بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ( قال ابن عرفة : بل هو ظرف مطلقا إذ لا يمتنع إضافة الزمان وتكون من إضافة الأعم إلى الأخص أو الأخص إلى الأعم أو يكون بينهما عموم وخصوص من وجه دون وجه كقولك : جئتك في أول ساعة من يوم الجمعة فأول أخص من ساعة.
وذكر أبو حيّان في إعراب ( إِذْ ) ثمانية أقوال، رابعها أنه ظرف في موضع خبر المبتدأ ( تقديره ) ابتدأ خلقكم إِذْ قَالَ رَبُّكَ.
( ورده ) ابن عرفة بأن زمن الابتداء ليس هو زمن هذه المقالة بل بعدها قال : فيكون الصواب أنّ تقديره ( سبب ) ابتداء خلقكم.
قال : والأصح أن العامل فيها ) قَالُواْ أَتَجْعَلُ (.
قال ابن عرفة : يرد عليه أن قولهم ذلك إنما كان جوابا عن قوله تعالى ) إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً ( فليس مقارنا له بل هو بعده بلا شك إلا أن يقال : إن ما قارب الشيء ( له ) حكمه