صفحة رقم ٢٥٣
قوله تعالى :( فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ.
..
( حكى الآمدي في شرح الجزولية قولا : بأن الاستثناء من الإثبات ليس بنفي.
قال الرازي في المعالم : اتفق الناس على أن الاستثناء من الإثبات نفي واختلفوا في العكس.
قلت : وحصل بعضهم فيه ثلاثة أقوال : قيل : الاستثناء من النفي إثبات ومن الإثبات، نفي وقيل : ليس بإثبات وليس بنفي، وقيل : من الإثبات نفي ومن النفي ليس بإثبات.
قال القرافي في شرح المحصول : ذهب بعض الأدباء إلى أن الاستثناء من الإثبات اثبات واحتج بقوله تعالى ) فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ ( أي فلو كان نفيا لما احتيج إلى قوله ( أَبَى ).
وكان الشيخ ابن عبد السلام يرده بأنها أفادت أن امتناعه من السجود لم يكن لعجز ( بعذر ) ولا لأنه أكره عليه بل استكبارا وعنادا لعنه الله.
وقال الآمدي : قيل أنه إثبات في الوجهين، وقيل : نفي في / الوجهين، وقيل : من الإثبات نفي، ومن النفي ليس بإثبات.