صفحة رقم ٢٥٤
وقال الطيبي : إن الترتيب هنا معنوي وفي قوله :) إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ( باعتبار اللفظ والأمر الحسّي الوجودي.
قال ابن عطية : قال جمهور المتأولين : كان من الكافرين في علم الله تعالى.
قال ابن عرفة : إن أرادوا أنّه إذ ذاك كفر بهذا الفعل وكان قبل ذلك مؤمنا ( بالحسّ ) ( وكان ) كافرا في علم الله تعالى وقيل : إنه كان كافرا بالحس، وشؤم كفره أوجب متناعه من السجود.
واختلف هل كفره عناد ( أم لا ) ؟ فمنهم من قال : يستحيل صدور المعصية من العالم حالة كونه عالما لأن العلم يقتضي ترجيح ( طرق السلامة ) ( على طريق الهلاك ) فأبطل الكفر عنادا وهي قاعدة الفخر وغيره.
ومنهم من قال : إنّ كفره كان عنادا.
قيل لابن عرفة : ويمكن تقرير هذا بما قالوا : من أنّ ارتباط الدليل بالمدلول هل هو عقلي أو عادي فقد يعلم الدليل ولا ينتج له العلم بالمدلول ؟ فقال : نعم ولكن ما ذكروا ( هنا ) إلا الأول.


الصفحة التالية
Icon