صفحة رقم ٢٦٤
وقرأ ابن كثير :( آدَمَ ) بالنّصب ( وكَلِمَاتٌ ) بالرفع.
قال ابن عرفة : قراءة الجماعة بالرّفع ظاهرة لأنه هو فاعل التلقي ( فكلفه ) التلقي والقصد إليه و ( إمعان ) النظر ( فيه ظاهر )، وأمّا قراءءة ابن كثير فتقتضي أن آدم عليه السلام أتاه التلقي هجما من غير نظر، فيمكن ( فهمه ) على أنه أتته أَوَائِل درجات النظر بالبديهة لأن المعقولات فرع المحسوسات، فأول درجات النظر مدرك معلوم بالبديهة لا يفتقر إلى تقدم شيء قبله ( لئلا ) يلزم عليه التسلسل، وتنكير ( كلمات ) للتشريف والتعظيم كما قال الزمخشري في قوله تعالى :( والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ ( وقال : نكّرت لأنّها معيّنات معلومات فرد عليه / بمنافاة التنكير للتعيين.
وأجيب بأنها لشرفها وعظمها صارت معلومات في الذهن فلم تحتج إلى تعريف وكذلك هنا.
قوله تعالى :( إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم ( تنبيه على أن توبته ( لا تخص آدم ) بل توبته ورحمته عامة.


الصفحة التالية
Icon