صفحة رقم ٢٦٥
قوله تعالى :( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً.
..
( قال الزمخشري : إن قلت لم جِيءَ بكلمة الشك وإتيان الهدى كائن لا محالة لوجوبه، قلت : فائدته الإعلام ( بأن الإيمان ) بالله ( وتوحيده ) لا يشترط فيه بعثة الرسل ؟ قال ابن عرفة : هذا السؤال إنما يرد على مذهبه لأنه يقول : إنّ إرسال الرّسل واجب عقلا.
وجوابه ضعيف، بل هو مؤكد للسؤال ( وبيانه ) أن يقول : إتيان الهُدى محقق الوقوع إمَّا من جهة العقل المقتضي لوجوب بعثة الرسل، ( أو ) من جهة ( الوجود ) الخارجي لأن التوحيد موجود ( فإتيان ) الهدى محقق.
قال : فحقه ( كان ) أن يجيب بما ( عادته ) أن ( يجيب ) به.
وهو أنّ هذا على عادة الملوك ( في خطاباتهم أن يعبروا عن الأمر المحقق الوقوع باللفظ المحتمل ) لأن خطاباتهم كلّها محققة.


الصفحة التالية
Icon