صفحة رقم ٢٧٨
وأجاب الفقيه أبو جعفر أحمد بن إبراهيم ( ابن الزبير ) العاصمي الثقفي بأن هذه الآية تقدمها ) أَتَأْمُرُونَ الناس بالبر ( مظنة الامتثال والقبول فيكون مظنة لترجي الأمرين بالبر، ( وأن يشفع ) فيهم يوم القيامة من امتثل أمرهم ألا ترى قوله تعالى في المنافقين ) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ( فقد نسبوا المؤمنين بالكون معهم فأحرى أن يتعلق هؤلاء بالحظ على الخير والدلالة عليه فكان الآكد هنا نفي الشفاعة، فبدأ ( به ) ولم يتقدم في الآية الأخرى ما يستدعي هذا فبدأ بالفدية التي عهد في الدنيا أنها أمكن في التّخلص.
قال ابن عرفة : واحتجّ بها المعتزلة على إنكار الشفاعة وحملها أهل السنّة على أنها في الكفار خاصة ( بهم ) لما تقدم.
قال الإمام الرازي : بل هي حجة على المعتزلة.
قال ابن عرفة : لا يُنْفَى إلا ما هو قابل للنفي والكفار ليسوا بقابلين للشفاعة بوجه بخلاف العصاة.


الصفحة التالية
Icon