صفحة رقم ٢٨٥
فذكر في البقرة سوء العذاب مجملا، ( ثم ) البينة ( بذبح ) الذكور وإحياء النّساء لأن القصد الإطناب بدليل زياده ) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البحر ( وأشار في السورة الأخرى بقوله :) يَسُومُونَكُمْ ( سواء العذاب ( ) إلى جملة ما ( امتحنوا ) به من فرعون وقومه من استخدامهم وإذلالهم بالأعمال الشاقة وذبح الذكور واستحياء النساء ثم جرد منها ( أعظمها ) امتحانا، فعطفه لأنه مغاير لما قبله فقال :( وَيُذَبِّحُونَ ) إشعارا ( بشدة ) الأمر فيه، وهو مما أجمل فيه، كما ورد في قوله تعالى :( مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلَّهِ وملائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ( خصصهما بالذكر إعلاما بمكانهما.
قال ابن عرفة : فإن قلت : لم قال هنا :( نَجَّيْنَا ) وفي الأعراف ( ) أَنجَيْنَا ) ( فالجواب : بأن القصد هنا كثرة تعداد وجوه الإنعام ( فيه ) ( فبدأ ) ب ) ياأيها الناس ( اعبدوا ) رَبَّكُمُ ( إلى آخرها


الصفحة التالية
Icon