صفحة رقم ٢٨٦
وكلها إنعام، ثم قال :) يَا بَنِي إسْرَائِيلَ ( فلما كان موضع تعداد النعم ناسب التضعيف في ( نَجَّيْنَاكُمْ ) وأيضا فهو مناسب للتضعيف في ( يُذَبِّحُونَ ) الأعراف إنما فيها ( يُقَتِّلُونَ ) فرُوعِيَ مناسبة اللّفظ فيما بعد، والمعنى فيما قبل، انتهى.
قال ابن عرفة : وإنما قال :( نِساؤُكُمْ ) ولم يقل : ببناتكم كما قال :( أَبْنَآءَكُمْ ) تسمية للشيء بما يؤول إليه، وإشارة إلى قصدهم المعرة، واستحقار ( بناتكم ).
قوله تعالى :( وَفِي ذَلِكُم بلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ( البلاء : إما قدر مشترك بين الخير والشر أو لفظ مشترك، ويجيء فيه تعميم المشترك ( فيبتلى الإنسان ) بالخير ليشكر، و ( الشر ) ليصبر.
قال الله تعالى ) هذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلونيا ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ( قال ابن عطية :( معناه ) الامتحان والاختبار.
قال ابن عرفة : في هذه العبارة قلق، وينبغي أن يفهم ( بما ) قال الزمخشري في غير هذا الموضع : إنه يفعل بهم فعل المختبر لأن الاختبار من لوازمه الجهل، وهو مستحيل عن الله.


الصفحة التالية
Icon