ثم ذكر تعالى، بعد ذكر هذه البينات الواضحات الدالة على الوحدانية واستحقاق العبادة، أن من الناس متخذي أنداد، وأنهم يؤثرونهم ويحبونهم مثل محبة الله، فهم يسوّون بين الخالق والمخلوق في المحبة، ﴿أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لا يَخْلُقُ﴾. ثم ذكر أن من المؤمنين أشدّ حبًّا لله من هؤلاء لأصناهم. ثم خاطب من خاطب بقوله :﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾، حين عاينوا نتيجة اتخاذهم الأنداد، وهو العذاب، الحال بهم، أي لرأيت أمراً عظيماً. ثم نبه على أن أندادهم لا طاقة لها ولا قوة بدفع العذاب عمن اتخذوهم، لأن جميع القوى والقدر هي لله تعالى. ثم ذكر تعالى تبرؤ المتبوعين من التابعين وقت رؤية العذاب وزالت المودات التي كانت بينهم، وأن التابعين تمنوا الرجوع إلى الدنيا حتى يؤمنوا ويتبرؤوا من متبوعيهم حيث لا ينفع التمني ولا يمكن أن يقع، فهو تمني مستحيل، لأن الله تعالى قد حكم وأمضى أن لا عودة إلى الدنيا. ثم ذكرتعالى أنهم بعد رؤيتهم العذاب وتقطع الأسباب، أراهم أعمالهم ندامات حيث لا ينفع الندم، ليتضاعف بذلك الألم. ثم ختم ذلك بما ختم لهم من العذاب السرمدي والشقاء الأبدي. نعوذ بالله من
٤٧٦
يطا نقماته، ونستنزل من كرمه العميم نشر رحماته.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٥٣
الحلال : مقابل الحرام ومقابل المحرم. يقال شيء حلال : أي سائغ الانتفاع به، وشيء حرام : ممنوع منه، ورجل حلال : أي ليس بمحرم. قيل : وسمي حلالاً لانحلال عقد المنع منه، والفعل منه حتى يحل، بكسر الحاء في المضارع، على قياس الفعل المضاعف اللازم. ويقال : هذا حل، أي حلال، ويقال : حل بل على سبيل التوكيد، وحل بالمكان : نزل به، ومضارعه جاء بضم الحاء وكسرها، وحل عليه الدين : حان وقت أدائه. الخطوة، بضم الخاء : ما بين قدمي الماشي من الأرض، والخطوة، بفتحها : المرة من المصدر. يقال : خطا يخط خطواً : مشى. ويقال : هو واسع الخطو. فالخطوة بالضم، عبارة عن المسافة التي يخطو فيها، كالغرفة والقبضة، وهما عبارتان عن الشيء المعروف والمقبوض، وفي جمعها بالألف والياء لغي ثلاث : إسكان الطاء كحالها في المفرد، وهي لغة تميم وناس من قيس، وضمة الطاء اتباعاً لضمة الخاء، وفتح الطاء. ويجمع تكسيراً على خطى، وهو قياس مطرد في فعلة الاسم. الفحشاء : مصدر كالبأساء، وهو فعلاء من الفحش، وهو قبح المنظر، ومنه قول امرىء القيس :
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤٧٧
وجيد كجيد الريم ليس بفاحشإذا هي نصته ولا بمعطل
ثم توسع فيه حتى صار يستعمل فيما يستقبح من المعاني. ألفى : وجد، وفي تعديها إلى مفعولين خلاف، ومن منع جعل الثاني حالاً، والأصح كونه مفعولاً لمجيئه معرفة، وتأويله على زيادة الألف واللام على خلاف الأصل. النعيق : دعاء الراعي وتصويته بالغنم، قال الشاعر :
فانعق بضأنك يا جرير فإنمامنتك نفسك في الخلاء ضلالا
ويقال : نعق المؤذن، ويقال : نعق بتعق نعيقاً ونعاقاً ونعقاً، وأما نغق الغراب، فبالغين المعجمة. وقيل أيضاً : يقال بالمهملة في الغراب. النداء : مصدر نادى، كالقتال مصدر قاتل، وهو بكسر النون، وقد يضم. قيل : وهو مرادف للدعاء، وقيل : مختص بالجهر، وقيل : بالبعد، وقيل : بغير المعين. ويقال : فلان أندى صوتاً من فلان، أي أقوى وأشد وأبعد مذهباً. اللحم : معروف. يقال : لحم الرجل لحامه، فهو لحيم : ضخم. ولحم يلحم، فهو لحم : اشتاق إلى اللحم. ولحم الناس يلحمهم : أطعمهم اللحم، فهو لاحم. وألحم، فهو ملحم : كثر عنده اللحم. الخنزير : حيوان معروف، ونونه أصلية، فهو فعليل. وزعم بعضهم أن نونه زائدة، وأنه مشتق من خزر العين، لأنه كذلك ينظر. يقال : تخازر الرجل : ضيق جفنه ليحدد النظر، والخزر : ضيق العين وصغرها، ويقال : رجل أخزر : بين الخزر. وقيل : هو النظر بمؤخر العين، فيكون كالتشوش. الإهلال : رفع الصوت، ومنه الإهلال بالتلبية، ومنه سمي الهلال لارتفاع الصوت
٤٧٧
عند رؤيته، ويقال : أهل الهلال واستهل، ويقال : أهل بكذا : رفع صوته. قال ابن أحمر :
يهل بالفدفد ركبانناكما يهل الراكب المعتمر
وقال النابغة :
أو درة صدفية غوّاصهابهج متى تره يهل ويسجد
ومنه : إهلال الصبي واستهلاله، وهو صياحه عند ولادته. وقال الشاعر :
يضحك الذئب لقتلي هذيلوترى الذئب لها يستهل
البطن : معروف، وجمعه على فعول قياس، ويجمع أيضاً على بطنان، ويقال : بطن الأمر يبطن، إذا خفي. وبطن الرجل، فهو بطين : كبر بطنه. والبطنة : امتلاء البطن بالطعام. ويقال : البطنة تذهب الفطنة.


الصفحة التالية
Icon