وبقية أحكام لكن مذكورة في النحو. الكاف : حرف تشبيه تعمل الجر وأسميتها مختصة عندنا بالشعر، وتكون زائدة وموافقة لعلى، ومن ذلك قولهم : كخير في جواب من قال كيف أصبحت، ويحدث فيها معنى التعليل، وأحكامها مذكورة في النحو. ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا كَمَآ ءَامَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَآ ءَامَنَ السُّفَهَآءُا أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَآءُ وَلَـكِن لا يَعْلَمُونَ﴾، السفه : الخفة. ومنه قيل للثوب الخفيف النسج سفيه، وفي الناس خفة الحلم، قاله ابن كيسان، أو البهت والكذب والتعمد خلاف ما يعلم، قاله مؤرج، أو الظلم والجهل، قاله قطرب. والسفهاء جمع سفيه، وهو جمع مطرد في فعيل الصحيح الوصف المذكر العاقل الذي بينه وبين مؤنثه التاء، والفعل منه سفه بكسر العين وضمها، وهو القياس لأجل اسم الفاعل. قالوا : ونقيض السفه : الرشد، وقيل : الحكمة، يقال رجل حكيم، وفي ضده سفيه، ونظير السفه النزق والطيش.
﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَـاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ﴾، اللقاء : استقبال الشخص قريباً منه، والفعل منه لقي يلقى، وقد يقال لاقى، وهو فاعل بمعنى الفعل المجرّد، وسمع للقى أربعة عشر مصدراً، قالوا : لقى، لقيا، ولقية، ولقاة، ولقاء، ولقاء، ولقى، ولقي، ولقياء، ولقياء، ولقيا، ولقيانا، ولقيانة، وتلقاء. الخلو : الانفراد، خلا به أي انفرد، أو المضي، ﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ﴾. الشيطان، فيعال عند البصريين، فنونه أصلية من شطن، أي بعد، واسم الفاعل شاطن، قال أمية :
أيما شاطن عصاه عكاهثم يلقى في السجن والأكبال
وقال رؤبة :
وفي أخاديد السياط المتنشاف لبغي الكلب المشيطن
ووزنه فعلان عند الكوفيين، ونونه زائدة من شاط يشيط إذا هلك، قال الشاعر :
قد تظفر العير في مكنون قائلةوقد تشطو على أرماحنا البطل
والشيطان كل متمرد من الجن والإنس والدواب، قاله ابن عباس، وأنثاه شيطانة، قال الشاعر :
هي البازل الكوماء لا شيء غيرهاوشيطانة قد جن منها جنونها
وشياطين : مع شيطان، نحو غراثين في جمع غرثان، وحكاه الفراء، وهذا على تقدير أن نونه زائدة تكون نحو : غرثان، مع اسم معناه الصحبة اللائقة بالمذكور، وتسكينها قبل حركة لغة ربيعة وغنم، قاله الكسائي. وإذا سكنت فالأصح أنها اسم، وإذا ألقيت ألف اللام أو ألف الوصل، فالفتح لغة عامّة العرب، والكسر لغة ربيعة، وتوجيه اللغتين في النحو، ويستعمل ظرف مكان فيقع خبراً عن الجثة والأحداث، وإذا أفرد نوّن مفتوحاً، وهي ثلاثي الأصل من باب المقصور، إذ ذاك لا من باب يد، خلافاً ليونس، وأكثر استعمال معاً حال، نحو : جميعاً، وهي أخص من جميع لأنها تشرك في الزمان نصاً، وجميع تحتمله. وقد سأل أحمد
٦٢
بن يحيى أحمد بن قادم عن الفرق بين. قام عبد الله وزيد معاً، وقام عبد الله وزيد جميعاً، قال : فلم يزل يركض فيها إلى الليل، وفرق ابن يحيى : بأن جيمعاً يكون القيام في وقتين وفي وقت واحد، وأما إذا قلت : معاً، فيكون في وقت واحد. الاستهزاء : الاستخفاف والسخرية، وهو استفعل بمعنى الفعل المجرد، وهو فعل، تقول : هزأت به واستهزأت بمعنى واحد، مثل استعجب : بمعنى عجب، وهو أحد المعاني التي جاءت لها استفعل.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٦٠
﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَـانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ المد : التطويل، مدّ الشيء : طوّله وبسطه، ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ﴾، وأصل المد : الزيادة، وكل شيء دخل في شيء فكثره فقد مدّه، قاله اللحياني. وأمدّ بمعنى مدّ، مدّ الجيش، وأمدّه : زاده وألحق به ما يقويه من جنسه. وقال بعض أهل العلم : مدّ زاد من الجنس، وأمدّ : زاد من غير الجنس. وقال يونس : مدّ في الخير وأمدّ في الشر. انتهى قوله. ويقال : مدّ النهر وأمدّه نهر آخر، ومادّة الشيء ما يمدّه، الهاء فيه للمبالغة. وقال ابن قتيبة : مددت الدواة وأمددتها بمعنى، ويقال : مددنا القوم : صرنا لهم أنصاراً وأمددناهم بغيرنا. وقال اللحياني : أمد الأمير جنده بالخيل، وفي التنزيل :﴿عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَـاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾. الطغيان : مجاوزة المقدار المعلوم، يقال طغى الماء، وطغت النار. العمه : التردد والتحير، وهو شبيه بالعمى، إلا أن العمى توصف به العين التي ذهب نورها، والرأي الذي غاب عنه الصواب. يقال : عمه، يعمه، عمهاً، وعمهاناً فهو : عمه، وعامه. ويقال : برية عمهاء إذا لم يكن بها علم يستدل به. وقال ابن قتيبة : العمه أن يركب رأسه ولا يبصر ما يأتي. وقيل : العمه : العمى عن الرشد.


الصفحة التالية
Icon