وقال ابن عباس : دخل صلى الله عليه وسلّم إلى المدارس على اليهود، فدعاهم إلى الله، فقال نعيم بن عمرو، والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال :"على ملة إبراهيم". قالا : إن إبراهيم كان يهودياً. فقال صلى الله عليه وسلّم :"فهلموا إلى التوراة". فأبيا عليه، فنزلت.
وقالَ الكلبي : زنى رجل منهم بامرأة ولم يكن بعد في ديننا الرجم، فتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تخفيفاً للزانيين لشرفهما، فقال صلى الله عليه وسلّم :"إنما أحكم بكتابكم". فأنكروا الرجم، فجيء بالتوراة، فوضع حبرهم، ابن صوريا، يده على آية الرجم، فقال عبد الله بن سلام : جاوزها يا رسول الله، فأظهرها فرُجما.
وقال النقاش : نزلت في جماعة من اليهود أنكروا نبوّته، فقال لهم :"هلموا إلى التوراة ففيها صفتي".
وقال مقاتل : دعا جماعة من اليهود إلى الإسلام، فقالوا : نحن أحق بالهدى منك، وما أرسل الله نبياً إلا من بين إسرائيل، قال :"فأخرجوا التوراة فإني مكتوب فيها أني نبي" فأبوا، فنزلت ﴿الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَـابِ﴾ هم : اليهود، والكتاب : التوراة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤١٥
نزع ينزع : جذب، وتنازعنا الحديث تجاذبناه، ومنه : نزاع الميت، ونزع إلى كذا : مال إليه وانجذب، ثم يعبر به عن الزوال، يقال : نزع الله عنه الشر : أزاله.
ولج يلج ولوجاً ولجة وولجاً، وولج تولجاً وأتلج إتلاجاً قال الشاعر :
فإن القوافي يتَّلجْن موالجاتضايق عنها أن تولجها الإبر
الامد : غاية الشيء، ومنتهاه، وجمعه آماد.
اللهم : هو الله إلاَّ أنه مختص بالنداء فلا يستعمل في غيره، وهذه الميم التي لحقته عند البصريين هي عوض من حرف النداء، ولذلك لا تدخل عليه إلاَّ في الضرورة. وعند الفراء : هي من قوله : يا الله أمنا بخير، وقد أبطلوا هذا النصب في علم النحو، وكبرت هذه اللفظة حتى حذفوا منها : أل، فقالوا : لا همّ، بمعنى : اللهمّ. قال الزاجر :
لا هم إني عامر بن جهمأحرم حجاً في ثياب دسم
وخففت ميمها في بعض اللغات قال :
كَحَلْقَه من أبي رياحيسمعها اللَّهُمَ الكُبار
الصدر : معروف، وجمعه : صدور.
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَـابِ﴾ قال السدّي : دعا النبي صلى الله عليه وسلّم اليهود إلى الإسلام، فقال له النعمان بن أبي أوفى : هلم نخاصمك إلى الأحبار. فقال :"بل إلى كتاب الله". فقال : بل إلى الأحبار. فنزلت.
وقال ابن عباس : دخل صلى الله عليه وسلّم إلى المدارس على اليهود، فدعاهم إلى الله، فقال نعيم بن عمرو، والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال :"على ملة إبراهيم". قالا : إن إبراهيم كان يهودياً. فقال صلى الله عليه وسلّم :"فهلموا إلى التوراة". فأبيا عليه، فنزلت.
وقالَ الكلبي : زنى رجل منهم بامرأة ولم يكن بعد في ديننا الرجم، فتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تخفيفاً للزانيين لشرفهما، فقال صلى الله عليه وسلّم :"إنما أحكم بكتابكم". فأنكروا الرجم، فجيء بالتوراة، فوضع حبرهم، ابن صوريا، يده على آية الرجم، فقال عبد الله بن سلام : جاوزها يا رسول الله، فأظهرها فرُجما.
وقال النقاش : نزلت في جماعة من اليهود أنكروا نبوّته، فقال لهم :"هلموا إلى التوراة ففيها صفتي".
وقال مقاتل : دعا جماعة من اليهود إلى الإسلام، فقالوا : نحن أحق بالهدى منك، وما أرسل الله نبياً إلا من بين إسرائيل، قال :"فأخرجوا التوراة فإني مكتوب فيها أني نبي" فأبوا، فنزلت ﴿الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَـابِ﴾ هم : اليهود، والكتاب : التوراة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤١٥
وقال مكي وغيره : اللوح المحفوظ، وقيل :﴿مِّنَ الْكِتَـابِ﴾ جنس للكتب المنزلة، قاله ابن عطية، وبدأ به الزمخشري و: من، تبعيض.
وفي قوله : نصيباً، أي : طرفاً، وظاهر بعض الكتاب، وفي ذلك إذ هم لم يحفظوه ولم يعلموا جميع ما فيه.
﴿يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَـابِ اللَّهِ﴾ هو : التوراة، وقال الحسن، وقتادة، وابن جريح : القرآن. و: يدعون، في موضع الحال من الذين، والعامل : تر، والمعنى : ألا تعجب من هؤلاء مدعوين إلى كتاب الله ؟ أي : في حال أن يدعوا إلى كتاب الله ﴿لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾ أي : ليحكم الكتاب. وقرأ الحسن، وأبو جعفر، وعاصم الجحدري : ليُحكم، مبيناً للمفعول
٤١٦
والمحكوم فيه هو ما ذكر في سبب النزول.
﴿ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم﴾ هذا استبعاد لتوليهم بعد علمهم بأن الرجوع إلى كتاب الله واجب، ونسب التولي إلى فريق منهم لا إلى جميع المبعدين، لأن منهم من أسلم ولم يتول كابن سلام وغيره.


الصفحة التالية
Icon