والإشارة في قوله : ومن يفعل ذلك، الآية. أشار إلى انسلاخهم من ولاية الله.
والاختصاص في قوله : ما في صدوركم، وفي قوله : ما في السموات وما في الأرض.
والتأنيس بعد الإيحاش في قوله : والله روؤف بالعباد، والحذف في عدة مواضع تقدم ذكرها في التفسير.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤١٥
نوح : اسم أعجمي مصروف عند الجمهور وإن كان فيه ما كان يقتضي منع صرفه وهو : العلمية والعجمة الشخصية، وذلك لخفة البناء بكونه ثلاثياً ساكن الوسط لم يضف إليه سبب آخر، ومن جوز فيه الوجهين فبالقياس على هذا لا بالسماع، ومن ذهب إلى أنه مشتق من النواح فقوله ضعيف، لأن العجمة لا يدخل فيها الاشتقاق العربي إلاَّ ادعى أنه مما اتفقت فيه لغة العرب ولغة العجم، فيمكن ذلك. ويسمى : آدم الثاني واسمه السكن، قاله غير واحد، وهو ابن لملك بن متوشلخ بن اخنوخ بن سارد بن مهلابيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم.
عمران : اسم أعجمي ممنوع الصرف للعلمية والعجمة، ولو كان عربياً لامتنع أيضاً للعلمية، وزيادة الألف والنون إذ كان يكون اشتقاقه من العمر واضحاً.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٣٢
محرراً : اسم مفعول من حرر، ويأتي اختلاف المفسرين في مدلوله في الآية، والتحرير : العتق، وهو تصيير المملوك حراً.
الوضع : الحط والإلقاء، تقول : وضع يضع وضعاً وضعة، ومنه الموضع.
الأنثى والذكر : معروفان، وألف أنثى للتأنيث، وجمعت على إناث، كربى ورباب، وقياس الجمع : أناثى، كحبلى وحبالى. وجمع الذكر : ذكور وذكران.
مريم : اسم عبراني، وقيل عربي جاء شاذاً : كمدين، وقياسه : مرام كمنال، ومعناه في العربية التي تغازل الفتيان، قال الراجز :
٤٣٢
قلت لزيد لم تصله مريمه
عاذ بكذا : اعتصم به، عوذاً وعياذ أو معاذ أو معاذة ومعناه : التجأ واعتصم وقيل : اشتقاقه من العوذ وهو : عوذ يلجأ إليه الحشيش في مهب الريح.
رجم : رمى وقذف، ومنه ﴿رَجْمَا بِالْغَيْبِ﴾ أي : رمياً به من غير تيقن، والحديث المرجم هو : المظنون ليس فيه يقين.
والرجيم : يحتمل أن يكون للمبالغة من فاعل، أي إنه يرمي ويقذف بالشر والعصيان في قلب ابن آدم، ويحتمل أن يكون بمعنى : مرجوم، أي يُرجم بالشهب أو يبعد ويطرد.
الكفالة : الضمان، يقال : كفل يكفل فهو كافل وكفيل، هذا أصله ثم يستعار للضم والقيام على الشيء.
زكريا : أعجمي شبه بما فيه الألف الممدودة والألف المقصورة فهو ممدود ومقصور، ولذلك يمتنع صرفه نكرة، وهاتان اللغتان فيه عند أهل الحجاز، ولو كان امتناعه للعلمية والعجمة انصرف نكرة. وقد ذهب إلى ذلك أبو حاتم، وهو غلط منه، ويقال : ذكرى بحذف الألف، وفي آخره ياء كياء بحتى، منونة فهو منصرف، وهي لغة نجد، ووجهه فيما قال أبو علي ؛ إنه حذف ياءي الممدود والمقصور، وألحقه ياءي النسب يدل على ذلك صرفه، ولو كانت الياءان هما اللتين كانتا في زكريا لوجب أن لا يصرف للعجمة والتعريف. انتهى كلامه. وقد حكي : ذكر على وزن : عمر، وحكاها الأخفش.
المحراب : قال أبو عبيدة : سيد المجالس وأشرفها ومقدمها، وكذلك هو من المسجد، وقال الاصمعي : الغرفة وقال :
وماذا عليه إن ذكرت أوانساكغزلان رمل في محاريب أقتالِ
شرحه الشراح في غرف أقيال وقال الزجاج : الموضع العالي الشريف وقال أبو عمرو بن العلاء : القصر، لشرفه وعلوه وقيل : المسجد وقيل : محرابه المعهود سمي بذلك لتحارب الناس عليه وتنافسهم فيه، وهو مقام الإمام من المسجد.
هنا : اسم إشارة للمكان القريب، والتزم فيه الظرفية إلاَّ أنه يجر بحرف الجر، فإن ألحقته كاف الخطاب دل على المكان البعيد. وبنو تميم تقول : هناك، ويصح دخول حرف التنبيه عليه إذا لم تكن فيه اللام، وقد يراد بها ظرف الزمان.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٣٢
النداء : رفع الصوت، وفلان أندى صوتاً، أي أرفع، ودار الندوة لأنهم كانوا ترتفع أصواتهم بها، والمنتدى والنادي مجتمع القوم منه، ويقال : نادى مناداة ونِداء ونُداء، بكسر النون وضمها قيل : فبالكسر المصدر، وبالضم اسم، وأكثر ما جاءت الأصوات على الضم : كالدُعاء والُرغاء والصُراخ وقال يعقوب : يمد مع كسر النون، ويقصر مع ضمها. والندي : المطر، يقال منه ندى يندى ندى.
يحيي : اسم أعجمي امتنع الصرف للعجمة والعلمية، وقيل : هو عربي، وهو فعل مضارع من : حي، سمي به فامتنع الصرف للعلمية ووزن الفعل، وعلى القولين يجمع على : يحيون، بحذف الألف وفتح ما قبلها على مذهب الخليل، وسيبويه ونقل عن الكوفيين : إن كان عربياً فتحت الياء، وإن كان أعجمياً ضمت الياء.
سيد : فيعل من : ساد، أي : فاق في الشرف، وتقدم الكلام في نظير هذا، وجمعه على : فعلة، فقالوا : سادة، شاذ وقال الراغب : هو السايس بسواد الناس، أي : معظمهم، ولهذا يقال : سيد العبد، ولا يقال سيد الثوب. انتهى.
الحصور : فعول من الحصر، وهو للمبالغة من حاصر وقيل : فعول بمعنى مفعول، أي محصور، وهو في الآية بمعنى الذي لا يأتي النساء.


الصفحة التالية
Icon