الغلام : الشاب من الناس، وهو الذي طرّ شاربه، ويطلق على الطفل على سبيل التفاؤل، وعلى الكهل ومنه قول ليلى الأخيلية :
شفاها من الداء العضال الذي بهاغلام إذا هز القناة سقاها
تسمية بما كان عليه قبل الكهولة، وهو من الغلمة والاغتلام، وذلك شدة طلب النكاح. ويقال : اغتلم الفحل : هاج من شدة شهوة الضراب، واغتلم البحر : هاج وتلاطمت أمواجه، وجمعه على، غلمة، شاذ
٤٣٣
وقياسه في القلة : أغلمة، وجمع في الكثرة على : غلمان، وهو قياسه : الكبر، مصدر : كبر يكبر من السن قال :
صغيرين نرعى البهم يا ليت إنناإلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ
العاقر : من لا يولد له من رجل أو امرأة، وفعله لازم، والعاقر اسم فاعل من عقر أي : قتل، وهو متعد.
الرمز : الإشارة باليد أو بالرأس أو بغيرهما وأصله التحرك يقال ارتمز تحرك ومنه قيل للبحر الراموز.
العشي : مفرد عشية، كركيّ. وركية والعشية : أواخر النهار، ولامها واو، فهي كمطي.
الإبكار : مصدر أبكر، يقال أبكر : خرج بكرة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٣٢
﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَاهِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَـالَمِينَ﴾ قال ابن عباس : قالت اليهود : نحن أبناء إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب. ونحن على دينهم، فنزلت. وقيل : في نصارى نجران لما غلوا في عيسى، وجعلوه، ابن الله تعالى، واتخذوه إلهاً، نزلت رداً عليهم، وإعلاماً أن عيسى من ذرية البشر المتنقلين في الأطوار المستحيلة على الإله، واستطرد من ذلك إلى ولادة أمه، ثم إلى ولادته هو، وهذه مناسبة هذه الآيات لما قبلها. وأيضاً. لما قدم قبل :﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ ووليه ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾ وختمها بأنه ﴿لا يُحِبُّ الْكَـافِرِينَ﴾ ذكر المصطفين الذين يحب اتباعهم، فبدأ أولاً بأولهم وجوداً وأصلهم، وثنى بنوح عليه السلام إذ هو آدم الأصغر ليس أحد على وجه الأرض إلاَّ من نسله، ثم أتى ثالثاً بآل إبراهيم، فاندرج فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، المأمور باتباعه وطاعته، وموسى عليه السلام، ثم أتى رابعاً بآل عمران، فاندرج في آله مريم وعيسى عليهما السلام، ونص على آل إبراهيم لخصوصية اليهود بهم، وعلى آل عمران لخصوصية النصارى بهم، فذكر تعالى جعلَ هؤلاءِ صفوة، أي مختارين نقاوة. والمعنى أنه نقاهم من الكدر. وهذا من تمثيل المعلوم بالمحسوس..
واصطفاء آدم بوجوه.
منها خلقة أول هذا الجنس الشريف، وجعله خليفة في الأرض، وإسجاد الملائكة له، واسكانه جنته، إلى غير ذلك مما شرّفه به.
واصطفاء نوح عليه السلام بأشياء، منها : أنه أول رسول بعث إلى أهل الأرض بتحريم : البنات والأخوات والعمات والخالات وسائر ذوي المحارم، وأنه أب الناس بعد آدم وغير ذلك، واصطفاء آل إبراهيم عليه السلام بأن جعل فيهم النبوّة والكتاب. قال ابن عباس، والحسن : آل إبراهيم من كان على دينه. وقال مقاتل : آله اسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط. وقيل : المراد بآل إبراهيم إبراهيم نفسه. وتقدّم لناشىء من الكلام على ذلك في قوله :﴿وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَـارُونَ﴾.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٣٢
وعمران هذا المضاف إليه : آل، قيل هو : عمران بن ماثان من ولد سليمان بن داود، وهو أبو مريم البتول أم عيسى عليه السلام، قاله : الحسن ووهب. وقيل : هو عمران أبو موسى وهارون، وهو عمران بن نصير قاله مقاتل. فعلى الأول آله عيسى، قاله الحسن وعلى الثاني آله موسى وهارون، قاله مقاتل. وقيل : المراد بآل عمران عمران نفسه، والظاهر في عمران أنه أبو مريم لقوله بعد ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ﴾ فذكر قصة مريم وابنها عيسى، ونص على أن الله اصطفاها بقوله ﴿وَإِذْ قَالَتِ الملائكة يَـامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَـاكِ﴾ فقوله :﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ﴾ كالشرح لكيفية الاصطفاء، لقوله : وآل عمران، وصار نظير تكرار الاسم في جملتين، فيسبق الذهن إلى أن الثاني هو الأول، نحو : أكرم زيداً رجل صالح. وإذا كان المراد بالثاني غير الأول، كان في ذلك إلباس على السامع. وقد رجح القول الآخر بأن موسى يقرن بإبراهيم كثيراً في الذكر، ولا يتطرق الفهم إلى أن عمران الثاني هو أبو موسى وهارون، وإن كانت له بنت تسمى مريم، وكانت أكبر من موسى وهارون سناً، للنص على أن مريم بنت عمران بن ماثان ولدت عيسى، وأن زكريا كفل مريم أم عيسى، وكان زكريا قد تزوج أخت مريم إمشاع ابنة عمران بن
٤٣٤
ماثان فكان يحيى وعيسى ابني خالة، وبين العمرانين والمريمين أعصار كثيرة. قيل : بين العمرانين ألف سنة وثمانمائة سنة.
والظاهر أن الآل من يؤول إلى الشخص في قرابة أو مذهب، والظاهر أنه نص على هؤلاء هنا في الاصطفاء للمزايا التي جعلها الله تعالى فيهم.