شبهت جهلاً صدر أمة محمدوذوي البصائر بالحمير المؤكفه
وزعمت أن قد شبّهوا معبودهموتخوّفوا فتستروا بالبلكفه
ورميتهم عن نبعة سويتهارمْي الوليد غدا يمزق مصحفه
وجب الخسار عليك فانظر منصفافي آية الأعراف فهي المنصفه
أترى الكليم أتى بجهل ما أتىوأتى شيوخك ما أتوا عن معرفه
وبآية الأعراف ويك خذلتمفوقفتم دون المراقي المزلفه
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٨٣
لو صحّ في الإسلام عقدك لم تقلبالمذهب المهجور من نفي الصفه
إن الوجوه إليه ناظرة بذاجاء الكتاب فقلتم هذا السّفه
فالنقي مختص بدار بعدهالك لا أبا لك موعداً لن تخلفه
وأنشدنا قاضي القضاة أبو القاسم عبد الرحمن بن قاضي القضاة أبي محمد بن عبد الوهاب بن خلف العلامي بالقاهرة لنفسه :
قالوا يريد ولا يكون مرادهعدلوا ولكن عن طريق المعرفه
﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ قال ابن عباس ومجاهد : من مؤمني بني إسرائيل، وقيل : من أهل زمانه إن كان الكفر قد طبق الآفاق، وقال أبو العالية بأنك لا ترى في الدنيا، وقال الزمخشري : بأنك لست بمرئيّ ولا مدرك بشيء من الحواس، وقال أيضاً بعظمتك وجلالك وأن شيئاً لا يقوم لبطشك وبأسك انتهى، وتفسيره الأول على طريقة المعتزلة وقد ذكر متكلمو أهل السنة دلائل على رؤية الله تعالى سمعية وعقلية يوقف عليها وعلى حجج الخصوم في كتب أصول الدين.
﴿إِنِّى اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَـالَـاتِي وَبِكَلَـامِي فَخُذْ مَآ ءَاتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّـاكِرِينَ﴾ لما طلب موسى عليه السلام الرؤية ومنعها عدد عليه تعالى وجوه ونعمة العظيمة عليه وأمره أن يشتغل بشكرها وهذه تسلية منه تعالى له والاصطفاء تقدّم شرحه وعلى الناس لفظ عام ومعناه الخصوص أي على أهل زمانك أو يبقى على عمومه ويعني في مجموع الدّرجتين الرسالة والكلام قاله ابن عطية وينبغي أن يحمل ذلك على وقوع الكلام في الأرض إذ ثبت أن آدم نبي مكلم وتؤوّل على أن ذلك في الجنة ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلّم ويظهر من حديث الإسراء أنه كلمه الله تعالى ويدلّ قوله ﴿وَبِكَلَـامِي﴾ على أنه سمع الكلام من الله لا من غيره لأن الملائكة تنزل على الرسل بكلام الله وقدّم ﴿بِرِسَـالَـاتِي﴾ وعلي ﴿وَبِكَلَـامِي﴾ لأن الرسالة أسبق في الزمان أو لأنه انتقل من شريف إلى أشرف، وقرأ الحرميان برسالتي على الإفراد وهو مراد به المصدر أي بإرسالي أو يكون على حذف مضاف أي بتبليغ رسالتي لأن مدلول الرسالة غير مدلول المصدر، وقرأ باقي السبعة بالجمع لأنّ الذي أرسل به ضروب وأنواع، وقرأ الجمهور ﴿وَبِكَلَـامِي﴾ فاحتمل
٣٨٦
أن يكونن مصدراً أي وبتكليمي أو يكون على حذف مضاف أي وبسماع كلامي، وقرأ أبو رجاء برسالتي وبكلمي جمع كلمة أي وبسماع كلمي، وقرأ الأعمش برسالاتي وتكلمي، وحكى عنه المهدوي وتكليمي على وزن تفعيلي وأمره تعالى أن يأخذ ما آتاه من النبوّة لأنّ في الأمر بالأخذ مزيد تأكيد وحصول أجر بالامتثال والمعني خذ ما آتيتك باجتهاد في تبليغه وجدّ في النفع به
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٨٣


الصفحة التالية
Icon