جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٢٦
وفي غير من قدورات الأرض فاطمع
ومن هذا قول عبيد بن الأبرص :
وكل ذي غيبة يؤوبوغائب الموت لا يؤوب
وقال الزمخشري : من روح الله بالضم أي من رحمته التي تحيا بها العباد انتهى. وقرأ أبيّ من رحمة الله من صفات الكافر، إذ فيه التكذيب بالربوبية، أو الجهل بصفات الله.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٢٦
المزجاة : المدفوعة يدفعها كل تاجر رغبة عنها واحتقاراً
٣٣٩
من أزجيته إذا دفعته وطردته، والريح تزجي السحاب. وقال حاتم الطائي :
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣٩
لبيك على ملحان ضيف مدفعوأرملة تزجي مع الليل أرملا
الإيثار : لفظ يعم جميع التفضل وأنواع العطايا. التثريب : التأنيب والعتب، وعبر بعضهم عنه بالتعبير. ومنه ﴿وَإِذْ قَالَت طَّآاِفَةٌ مِّنْهُمْ يَـا أَهْلَ يَثْرِبَ﴾ أي لا يعبر. وأصله من الثرب وهو الشحم الذي هو غائشة الكرش، ومعناه : إزالة الثرب، كما أن التجليد والتقريع إزالة الجلد والقرع، لأنه إذا ذهب كان ذلك غاية الهزال، فضرب مثلاً للتقريع الذي يمزق الأعراض، ويذهب بهاء الوجه. الفند : الفساد، قال :
ألا سليمان إذ قال الإله لهقم في البرية فاحددها عن الفندوفندت الرجل أفسدت رأيه ورددته قال :
يا عاذليّ دعا لومي وتفيدي فليس ما قلت من أمر بمردود
وأفند الدهر فلاناً أفسده. قال ابن مقبل :
دع الدهر يفعل ما أراد فإنهإذا كلف الإفناد بالناس أفندا القديم : الذي مرت عليه إعصار، وهو أمر نسبي. البدو البادية وهي خلاف الحاضرة.
﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَـا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَـاعَةٍ مُّزْجَـاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِى الْمُتَصَدِّقِينَ * قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَـاهِلُونَ﴾ : في الكلام حذف تقديره : فذهبوا من الشام إلى مصر ودخلوها، فلما دخلوا عليه، والضمير في عليه عائد على يوسف، وكان آكد ما حدثوه فيه شكوى ما أصابهم من الجهد قبل ما وصاهم به من تحسس نبأ يوسف وأخيه. والضر : الهزال من الشدة والجوع، والبضاعة كانت زيوفاً قاله ابن عباس. وقال الحسن : قليلة. وقال ابن جبير : ناقصة. وقيل : كانت عروضاً. قيل : كانت ضوفاً وسمناً. وقيل : صنوبراً وحبة الخضراء وهي الفستق قاله : أبو صالح، وزيد بن أسلم، وقيل : سويق المقل والأقط، وقيل : قديد وحش. وقيل : حبالاً وإعدالاً وهقتاباً، ثم التمسوا منه إيفاء الكيل. وقد استدل بهذا على أن الكيل على البائع ولا دليل فيه. وتصدق علينا أي : بالمسامحة والإغماض عن رداءة البضاعة، أو زدنا على حقنا، فسموا ما هو فضل وزيادة لا تلزمه صدقة. قيل : لأن الصدقات محرمة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقيل : كانت تحل لغير نبينا صلى الله عليه وسلّم. وسئل ابن عيينة عن ذلك فقال : ألم تسمع وتصدق علينا، أراد أنها كانت حلالاً لهم. وقال الزمخشري : والظاهر أنهم تمسكنوا له وطلبوا أن يتصدق عليهم، ومن ثم رق لهم وملكته الرحمة عليهم، فلم يتمالك أن عرفهم نفسه. وقوله إنّ الله يجزي المتصدقين شاهد، لذلك لذكر الله وجزائه انتهى. وقيل : كانت الصدقة محرمة، ولكن قالوها تجوز استعطافاً منهم له في المبايعة كما تقول لمن ساومته في سلعة : هبني من ثمنها كذا، فلم يقصد أن يهبك، وإنما حسنت معه الأفعال حتى يرجع منك إلى سومك. وقال ابن جريج : إنما خصوا بقولهم : وتصدق علينا أمر أخيهم بنيامين أي : أوف لنا الكيل في المبايعة، وتصدق علينا برد أخينا على أبيه. وقال النقاش في قوله : إن الله يجزي المتصدقين، هي من المعاريض التي هي مندوحة عن الكذب، وذلك أنهم كانوا يعتقدونه ملكاً كافراً على غير دينهم. ولو قالوا : إن الله يجزيك بصدقتك في الآخرة كذبوا، فقالوا له لفظاً يوهم أنهم أرادوه، وهم يصح لهم إخراجه منه بالتأويل. وروي أنهم لما قالوا له : مسناً وأهلنا الضر واستعطفوه، رق لهم ورحمهم. قال ابن إسحاق : وارفض دمعه باكياً،
٣٤٠
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣٩