الونى : الفتور، يقال : ونى يني وهو فعل لازم، وإذا عُدِيَّ فبعن وبفي وزعم بعض البغداديين أنه يأتي فعلاً ناقصاً من أخوات ما زال وبمعناها، واختاره ابن مالك وأنشد :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٤٣
لا يني الخب شيمة الحبما دام فلا تحسبنه ذا ارعواء
وقالوا : امرأة آناءة أي فاترة عن النهوض، أبدلوا من واوها همزة على غير قياس. قال الشاعر :
٢٤٣
فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر
شت الأمر شتاً وشتاتاً تفرّق، وأمر شتّ متفرّق، وشتى فعلى من الشت وألفه للتأنيث جمع شتيت كمريض ومرضى، ومعناه متفرقة، وشتان اسم فاعل سحت : لغة الحجاز وأسحت لغة نجد وتميم، وأصله استقصاء الحلق للشعر. وقال الفرزدق وهو تميمي :
وعض زمان يا ابن مروان لم يكمن المال إلا مسحت أو محلق
ثم استعمل في الإهلاك والإذهاب. الخيبة : عدم الظفر بالمطلوب. الصف : موضع المجمع قاله أبو عبيدة، وسمي المصلى الصف وعن بعض العرب الفصحاء ما استطعت أن آتي الصف أي المصلى، وقد يكون مصدراً ويقال جاؤوا صفاً أي مصطفين. التخييل : إبداء أمر لا حقيقة له، ومنه الخيال وهو الطيف الطارق في النوم. قال الشاعر :
ألا يا لقومي للخيال المشوق وللدار تنأى بالحبيب ونلتقي
﴿اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـاَايَـاتِى وَلا تَنِيَا فِى ذِكْرِى * اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّه طَغَى * فَقُولا لَه قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّه يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَى * قَالَ لا تَخَافَآا إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إسرائيل وَلا تُعَذِّبْهُم قَدْ جِئْنَـاكَ بِـاَايَةٍ مِّن رَّبِّكَا وَالسَّلَـامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ﴾.
٢٤٤
أمره الله تعالى بالذهاب إلى فرعون فلما دعا ربه وطلب منه أشياء كان فيها أن يشرك أخاه هارون فذكر الله أنه آتاه سؤله وكان منه إشراك أخيه، فأمره هنا وأخاه بالذهاب و﴿أَخُوكَ﴾ معطوف على الضمير المستكن في ﴿اذْهَبْ أَنتَ﴾ في سورة المائدة وقول بعض النحاة، أن ﴿وَرَبُّكَ﴾ مرفوع على إضمار فعل، أي وليذهب ربك وذلك البحث جار هنا. وروي أن الله أوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى. وقيل : سمع بمقدمه. وقيل : ألهم ذلك وظاهر ﴿بِاَايَـاتِى﴾ الجمع. فقيل : هي العصا، واليد، وعقدة لسانه. وقيل : اليد، والعصا. وقد يطلق الجمع على المثنى وهما اللتان تقدم ذكرهما ولذلك لما قال : فائت بآية ألقى العصا ونزع اليد، وقال : فذانك برهانان. وقيل العصا مشتملة على آيات انقلابها حيواناً، ثم في أول الأمر كانت صغيرة ثم عظمت حتى صارت ثعباناً، ثم إدخال موسى يده في فمها فلا تضرّه. وقيل : ما أعطي من معجزة ووحي.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٤٣
﴿وَلا﴾ أي لا تضعفا ولا تقصرا. وقيل : تنسياني ولا أزال منكما على ذكر حيثما تقلبتما، ويجوز أن يراد بالذكر تبليغ الرسالة فإن الذكر يقع على سائر العبادات، وتبليغ الرسالة من أجلها وأعظمها، فكان جديراً أن يطلق عليه اسم الذكر. وقرأ ابن وثاب : ولا تِنَيَا بكسر التاء اتّباعاً لحركة النون. وفي مصحف عبد الله ولا تهنا أي ولا تلنا من قولهم هين لين، ولما حذف من يذهب إليه في الأمر قبله نص عليه في هذا الأمر الثاني. فقيل :﴿ذِكْرِى * اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ أي بالرسالة وأبعد من ذهب إلى أنهما أمرا بالذهاب أولاً إلى الناس وثانياً إلى فرعون، فكرر الأمر بالذهاب لاختلاف المتعلق، ونبه على سبب الذهاب إليه بالرسالة من عنده بقوله ﴿إِنَّه طَغَى ﴾ أي تجاوز الحد في الفساد ودعواه الربوبية والإلهية من دون الله. والقول اللين هو مثل ما في النازعات ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ وهذا من ليف الكلام إذ أبرز ذلك في صورة الاستفهام والمشورة والعرض لما فيه من الفوز العظيم. وقيل : عداه شباباً لا يهرم بعده وملكاً لا ينزع منه إلا بالموت وأن يبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته. وقيل : لا تجبهاه بما يكره وألطفا له في القول لما له من حق تربية موسى. وقيل : كنياه وهو ذو الكنى الأربع أبو مرة، وأبو مصعب، وأبو الوليد، وأبو العباس. وقيل : القول اللين لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولِينها خفتها على اللسان. وقال الحسن : هو قولهما إن لك ربًّا وإن لك معاداً وإن بين يديك جنة وناراً فآمن بالله يدخلك الجنة يقك عذاب النار. وقيل : أمرهما تعالى أن يقدما المواعيد على الوعيد كما قال الشاعر :
أقدم بالوعد قبل الوعيدلينهى القبائل جهالها


الصفحة التالية
Icon