وقرأ الأخوان ومجاهد وابن وثاب والأعمش وطلحة وأيوب وخلف وأبو عبيد وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير ولم يكن بالياء لأن تأنيث الفئة مجاز. وقرأ باقي السبعة والحسن وأبو جعفر وشيبة بالتاء. وقرأ ابن أبي عبلة ﴿فِئَةٌ﴾ تنصره على اللفظ والحقيقة في هنالك أن يكون ظرف مكان للبعد، فالظاهر أنه أشير به لدار الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾. قيل : لما نفى عنه الفئة الناصرة في الدنيا نفى عنه أن ينتصر في الآخرة، فقال ﴿وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا * هُنَالِكَ﴾ أي في الدار الآخرة، فيكون ﴿هُنَالِكَ﴾ معمولاً لقوله ﴿مُنتَصِرًا﴾. وقال الزجّاج : أي ﴿وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا﴾ في تلك الحال و﴿الْوَلَـايَةُ لِلَّهِ﴾ على هذا مبتدأ وخبر. وقيل :﴿هُنَالِكَ الْوَلَـايَةُ لِلَّهِ﴾ مبتدأ وخبر، والوقف على قوله ﴿مُنتَصِرًا﴾.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٢٣
وقرأ الأخوان والأعمش وابن وثاب وشيبة وابن غزوان عن طلحة وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير ﴿الْوَلَـايَةُ﴾ بكسر الواو وهي بمعنى الرئاسة والرعاية. وقرأ باقي السبعة بفتحها بمعنى الموالاة والصلة. وحُكِي عن أبي عمرو والأصمعي أن كسر الواو هنا لحن لأن فعالة إنما تجيء فيما كان صنعة أو معنى متقلداً وليس هنالك تولي أمور. وقال الزمخشري :﴿الْوَلَـايَةُ﴾ بالفتح النصرة والتولي بالكسر السلطان والملك، وقد قرىء بهما والمعنى هنالك أي في ذلك المقام، وتلك الحال النصرة لله وحده لا يملكها غيره ولا يستطيعها أحد سواه تقريراً لقوله ﴿وَلَمْ تَكُن لَّه فِئَةٌ يَنصُرُونَه مِن دُونِ اللَّهِ﴾ أو ﴿هُنَالِكَ﴾ السلطان والملك ﴿لِلَّهِ﴾ لا يغلب ولا يمتنع منه، أو في مثل تلك الحال الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر يعني إن قوله ﴿وَيَقُولُ يَـالَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا﴾ كلمة ألجىء إليها فقالها فزعاً من شؤم كفره، ولولا ذلك لم يقلها. ويجوز أن يكون المعنى ﴿هُنَالِكَ الْوَلَـايَةُ لِلَّهِ﴾ ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم ويشفي صدورهم من أعدائهم، يعني أنه نصر فيما فعل
١٣٠
بالكافر أخاه المؤمن. وصدق قوله عسى ﴿رَبِّى أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآءِ﴾ ويعضده قوله ﴿هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا﴾ أي لأوليائه انتهى.
وقرأ النحويان وحميد والأعمش وابن أبي ليلى وابن مناذر واليزيدي وابن عيسى الأصبهاني ﴿الْحَقُّ﴾ برفع القاف صفة للولاية. وقرأ باقي السبعة بخفضها وصفاً لله تعالى. وقرأ أُبيّ ﴿هُنَالِكَ الْوَلَـايَةُ﴾ الحق لله برفع الحق للولاية وتقديمها على قوله ﴿لِلَّهِ﴾. وقرأ أبو حيوة وزيد بن عليّ وعمرو بن عبيد وابن أبي عبلة وأبو السمال ويعقوب عن عصمة عن أبي عمرو ﴿لِلَّهِ الْحَقِّ﴾ بنصب القاف. قال الزمخشري : على التأكيد كقولك هذا عبد الله الحق لا الباطل وهي قراءة حسنة فصيحة، وكان عمرو بن عبيد رحمة الله عليه ورضوانه من أفصح الناس وأنصحهم انتهى. وكان قد قال الزمخشري : وقرأ عمرو بن عبيد رحمه الله انتهى. فترحم عليه وترضى عنه إذ هو من أوائل أكابر شيوخه المعتزلة، وكان على غاية من الزهد والعبادة وله أخبار في ذلك إلاّ أن أهل السنة يطعنون عليه وعلى أتباعه، وفي ذلك يقول أبو عمرو الداني في أرجوزته التي سماها المنبهة :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٢٣
وابن عبيد شيخ الاعتزالوشارع البدعة والضلال
وقرأ الحسن والأعمش وعاصم وحمزة ﴿عُقْبًا﴾ بسكون القاف والتنوين، وعن عاصم عقبى بأبف التأنيث المقصورة على وزن رجعى، والجمهور بضم القاف والتنوين والثلاث بمعنى العاقبة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٢٣
وابن عبيد شيخ الاعتزالوشارع البدعة والضلال
وقرأ الحسن والأعمش وعاصم وحمزة ﴿عُقْبًا﴾ بسكون القاف والتنوين، وعن عاصم عقبى بأبف التأنيث المقصورة على وزن رجعى، والجمهور بضم القاف والتنوين والثلاث بمعنى العاقبة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٢٣
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٣١
الهشيم اليابس قاله الفرّاء واحده هشيمة. وقال الزجّاج وابن قتيبة : كل شيء كان رطباً ويبس، ومنه كهشيم المحتظر وهشيم الثريد، وأصل الهشيم المتفتت من يابس العشب. ذرى وأذرى لغتان فرّق قاله أبو عبيدة. وقال ابن كيسان : تذروه تجيء به وتذهب. وقال الأخفش : ترفعه. غادر ترك من الغدر، ومنه ترك الوفاء، ومنه الغدير، وهو ما تركه السيل. الصف الشخص بإزاء الآخر
١٣١