قوله:(فبما أغويتني)، قال: فبما أضللتني.
* * *
وكان بعضهم يتأول قوله:(فبما أغويتني)، بما أهلكتني، من قولهم:"غَوِيَ الفصيل يَغوَى غَوًى"، وذلك إذا فقد اللبن فمات، من قول الشاعر: (١)
مُعَطَّفَةُ الأَثْنَاءِ لَيْسَ فَصِيلُهَا... بِرَازِئِهَا دَرًّا وَلا مَيِّتٍ غَوَى (٢)
* * *
وأصل الإغواء في كلام العرب: تزيين الرجل للرجل الشيء حتى يحسّنه عنده، غارًّا له. (٣)
وقد حكي عن بعض قبائل طيئ، أنها تقول:"أصبح فلان غاويًا"، أي: أصبح مريضًا. (٤)
* * *
وكان بعضهم يتأوّل ذلك أنه بمعنى القسم، كأن معناه عنده: فبإغوائك إياي، لأقعدن لهم صراطك المستقيم، كما يقال:"بالله لأفعلن كذا".
* * *
وكان بعضهم يتأول ذلك بمعنى المجازاة، كأن معناه عنده: فلأنك أغويتني = أو: فبأنك أغويتني = لأقعدن لهم صراطك المستقيم.
* * *

(١) هو (( مدرج الريح الجرمي ))، واسمه (( عامر بن المجنون )) كما في الشعر والشعراء : ٧١٣، وفي الوحشيات رقم : ٣٨٠، والأغاني ٣ : ١١٥، وجاء في المعاني الكبير : ١٠٤٧ (( عامر المجنون ))، صوابه ما أثبت.
(٢) المعاني الكبير : ١٠٤٧، المخصص ٧ : ٤١، ١٨٠، تهذيب إصلاح المنطق ٢ : ٥٤، اللسان ( غوى ). يصف قوسًا. قال التبريزي في شرحه :(( أثناؤها ))، أطرفها المتلئبة. و (( فصيلها ))، السهم، و (( رزائها )) أي : أخذ منها شيئًا. يقول : ليس فصيل هذه القوس يشرب إذا فقد اللبن.
(٣) انظر تفسير (( الغي )) و (( الإغواء )) فيما سلف ٥ : ٤١٦.
(٤) هذا النص ينبغي إثباته في كتب اللغة، فلم يذكر فيها فيما علمت.


الصفحة التالية
Icon