فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّريّ وَصَدَّعا... مَسْجُورَةٌ مُتَجاوِرًا قُلامُها (١)
ويُروى فينا (٢) مسجورة، ويُروى أيضًا: فغادرا.
قوله( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) ذكر أن الجذع كان جذعًا يابسًا، وأمرها أن تهزّه، وذلك في أيام الشتاء، وهزّها إياه كان تحريكه.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) قال: حركيها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) قال: كان جذعًا يابسًا، فقال لها: هزّيه( تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ).
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبد المؤمن، قال: سمعت أبا نهيك يقول: كانت نخلة يابسة.
حدثني محمد بن سهل بن عسكر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: ثني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يقول في قوله:( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) فكان الرطب يتساقط عليها وذلك في الشتاء.
حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) وكان جذعا منها مقطوعا فهزّته، فإذا هو نخلة، وأجري لها في المحراب نهر، فتساقطت النخلة رطبًا جنيا فقال لها( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ).

(١) البيت للبيد بن ربيعة العامري، من معلقته المشهورة ( انظره في شرح الزوزني على المعلقات السبع، وفي شرح التبريزي على القصائد العشر، وفي جمهرة أشعار العرب ص ٦٣ - ٧٤ ). قال صاحب الجمهرة : توسطا ؛ : أي دخلا وسطه. وعرض السري : أي ناحية النهر، وأهل الحجاز. يسمون النهر سريا. وصدعا : أي فرقا. ومسجورة : أي عينا مملوءة ؛ قال الله تعالى :( والبحر المسجور ) وأقلامها، ويروى قلامها، وهو ضرب من الشجر الحمض، والأقلام : قصب اليراع. وقال الزوزني يقول : فتو سط العير والأتان جانب النهر الصغير، وشقا عينا مملوءة ماء، قد تجاوز قلامها، أي قد كثر هذا الضرب من النبت عليها. وتحرير المعنى : أنهما قد ورد عينا ممتلئة ماء، فدخلا فيها من عرض نهرها، وقد تجاور نبتها. والشاهد في قوله " السري " وهو اسم للنهر الصغير.
(٢) كذا في المخطوطة بغير نقط، ولم نقف على هذه الرواية.


الصفحة التالية
Icon