بمعنى: ضمنت رزق عيالنا أرماحنا في قول بعض نحويي البصريين. وأما بعض نحويي الكوفيين فإنه كان يقول: أدخلت الياء فيه، لأن تأويله: ومن يرد بأن يلحد فيه بظلم. وكان يقول: دخول الباء في أن أسهل منه في "إلحاد" وما أشبهه، لأن أن تضمر الخوافض معها كثيرا، وتكون كالشرط، فاحتملت دخول الخافض وخروجه، لأن الإعراب لا يتبين فيها، وقال في المصادر: يتبين الرفع والخفض فيها، قال: وأنشدني أبو الجَرَّاح:
فَلَمَّا رَجَتْ بالشُّرْبِ هَزَّ لَها العَصَا... شَحَيحٌ لهُ عِنْدَ الأدَاءِ نَهِيمُ (١)
وقال امرؤ القيس:
ألا هَلْ أتاها والحَوَادِثُ جَمَّةٌ... بأنَّ أمرأ القَيْسِ بنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا (٢)
قال: فأدخل الباء على أن وهي في موضع رفع كما أدخلها على إلحاد، وهو في موضع نصب، قال: وقد أدخلوا الباء على ما إذا أرادوا بها المصدر، كما قال الشاعر:
(٢) البيت لامرئ القيس بن حجر ( العقد الثمين لألولاد ص ١٣٠ ) وليس في رواية الأعلم الشنتمري لديوان امرئ القيس. والبيت شاهد كالذي قبله على أن الباء في قوله ( بأن ) زائدة في المصدر المؤول المرفوع وهي أحسن منها في المصدر الصريح لخفاء الإعراب معها. وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن، ساقه مع الشاهد الذي قبله ( انظر معاني القرآن للفراء، الورقة ٣١٠ ) قال : أدخل الباء على ( أن ) وهي في موضع رفع كما أدخلها على الإلحاد بظلم، وهو في موضع نصب.