بخفض الساعة; قال: والكلام أن ينصب بها، لأنها في معنى ليس، وذكر أنه أنشد:
تَذَكَّرَ حُبَّ لَيْلَى لاتَ حِينا... وأضْحَى الشَّيْبُ قَدْ قَطَعَ القَرِينا (١)
قال: وأنشدني بعضهم:
طَلَبُوا صُلْحَنا وَلاتَ أوَانٍ... فأجَبْنَا أنْ لَيْسَ حَينَ بَقاءِ (٢)
بخفض"أوانٍ"; قال: وتكون لات مع الأوقات كلها.
واختلفوا في وجه الوقف على قراءة:(لاتَ حينَ) فقال بعض أهل العربية: الوقف عليه ولاتْ بالتاء، ثم يبتدأ حين مناص، قالوا: وإنما هي"لا" التي بمعنى:"ما"، وإن في الجحد وُصلت بالتاء، كما وُصلت ثم بها، فقيل: ثمت، وكما وصلت ربّ فقيل: ربت.
وقال آخرون منهم: بل هي هاء زيدت في لا فالوقف عليها لاه، لأنها هاء زيدت للوقف، كما زيدت في قولهم:
العاطِفُونَةَ حِينَ ما مِنْ عاطِفٍ... والمُطْعِمُونَةَ حِينَ أيْنَ المَطْعَمُ (٣)
(٢) تقدم الكلام على البيت قريبا، فراجعه في موضعه.
(٣) هذا الشاهد أيضا أنشده صاحب الخزانة (٢ : ١٤٧) ونقل كثيرا من أقوال النحويين في تخريجه. ومن احسن تخريجاته قول ابن جني الذي نقله صاحب الخزانة عن" سر صناعة الإعراب" لابن جني، قال : وسبقه ابن السيرافي في شرح شواهد الغريب المصنف، وأبو علي الفارسي، في المسائل المنثورة. وهو أنها (التاء في العاطفونة) في الأصل هاء السكت، لاحقه لقوله :" العاطفون"، اضطر الشاعر إلى تحريكها، فأبدلها تاء، وفتحها، قال ابن جني أراد أن يجريه في الأصل على حد ما يكون عليه في الوقف. وذلك أن يقال في الوقف : هؤلاء مسلمونه، وضاربونه، فتلحق الهاء لبيان حركة النون. فصار التقرير : العاطفونه. ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأنيث، فلما احتاج لإقامة الوزن، إلى حركة الهاء، قلبها بتاء، كما تقول في الوقف : هذا طلحه فإذا وصلت صارت الهاء تاء، فقلت : فقلت هذا طلحتنا. وعلى هذا قال : العاطفونة. قال : ويؤنس لصحة هذا قول الراجز :
من بعد ما وبعد ما وبعد مت | صارت نفوس القوم عند الغلصمت |